هل أبو حنيفة كافر؟
- جماعة المسلمين وإمامهم

- 19 أغسطس
- 2 دقيقة قراءة
بسم الله الرحمن الرحيم، يقول السؤال لماذا ابن تيمية ومحمد بن عبد الوهاب كفار واما ابو حنيفة ليس كافر؟
الجواب:
الحمد لله وبعد،
فان النبي صلى الله عليه وسلم أخبر عن القرون الثلاثة الأولى من أمته أنهم خير الناس وهؤلاء هم السلف الذين يقتدى بهم في الدين ويعتمد عليهم في أخذ العلم الشرعي، ومن المعلوم ان جماعة المسلمين وإمامهم كانوا يحكمون على الكفار بحكم الله وحكم المرتد هو القتل، ولذلك فان الطعن في أبي حنيفة هو طعن في السلف رحمهم الله ونسبة الحكم بغير ما أنزل الله الى السلف من اكبر الجهالات، وأحكام الديار التي شرعها الرحمن تقتضي كفر الدار الحاكمة بغير ما انزل الله والتي تقر المرتدين على كفرهم، وهذا طعن في الحديث الثابت في الصحيحين عنه صلى الله عليه وسلم : خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم.
ولم يكن ابو حنيفة رحمه الله جهميا ولكن وقع في الارجاء، وكانت منه زلة، وقد حذر أمير المؤمنين وخليفة المسلمين عمر بن الخطاب رضي الله عنه من زلة العالم، فلم ينف عنه العلم او الإسلام بسبب الزلة.
واذا كنا في وقت تيسرت فيه وسائل التواصل والبحث والتكنلوجيا وانتشرت فيه الكتب الالكترونية ومحركات البحث والذكاء الاصطناعي فالأمر بخلاف ذلك زمن السلف رحمهم الله فان ابا حنيفة رحمه الله المتوفى في ١٥٠ هجرية لم يقرأ صحيح البخاري ولا مسلم ولا موطأ مالك اذ كان زمانه متقدما عليهم، وقال تعالى: وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ ۚ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ۚ ذَٰلِكَ ذِكْرَىٰ لِلذَّاكِرِينَ. وعَنْ أَبِي ذَرٍّ ، قَالَ ، قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " اتَّقِ اللَّهَ حَيْثُمَا كُنْتَ، وَأَتْبِعِ السَّيِّئَةَ الْحَسَنَةَ تَمْحُهَا، وَخَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ. رواه الترمذي وصححه.
فنرجو ان يكون ابو حنيفة رحمه الله ممن أذهبت حسناته سيئاته ومحتها.
من المعلوم أن الإيمان عند أهل السنة والجماعة معرفة وقول وعمل، ولكن المرجئة زمن السلف جعلوا الايمان معرفة وقول ولم يصيروا بهذا كفارا، فإنهم لا يقصدون بالعمل اعمال التوحيد ، ولكن الفرائض وإتيان المعاصي. وقد بين أبو عبيد رحمه الله في كتاب الإيمان أن هذا مما قد يقع الغلط فيه بخلاف قول الجمهية: الإيمان معرفة، فهذا كفر.
وكان أبو حنيفة وأصحابه يكفرون الكفار ولا يعذرون تارك التوحيد بالجهل، ويكفرون من جحد الأحكام القاطعة للعذر بعد أن قامت عليه الحجة ، ولكن الاختلاف كان في كفر الآباء خاصة، يعني من قال أقر بأن الخمر حرام ولكن سأشرب الخمر وأقر بأن الزنا حرام ولكن أفعله، من قال هذا هو كافر عند أهل السنة والجماعة، ولا تكفره المرجئة، واما من عبد الأموات، وجحد تحريم الخمر والزنا فهذا يكفر عند الفريقين، إلا الجهمية.
(أنظر كتاب الإيمان لأبي عبيد).
وإذا تبين هذا، توضح أن قول ابن تيمية ومحمد بن عبد الوهاب هو قول الجهمية ولا يشبه قول أبي حنيفة رحمه الله.
(انظر رد السلف على العاذرين بالجهل من الخلف)
فإن الخلف اخزاهم الله والوا المشركين الذين يعبدون القبور والمعطلة والجهمية والأشاعرة والصوفية والإمامية وغيرهم من فرق الزندقة والكفر. ولهذا اختلف حكمنا في الفريقين.
هذا وبالله التوفيق وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
المستقوي بالله
جماعة المسلمين
24 صفر 1447ه


تعليقات