التدريس العتيق
- جماعة المسلمين وإمامهم

- قبل 4 أيام
- 2 دقيقة قراءة
السؤال:
نحن بصدد إفتتاح التسجيل بالباك الحر هذا الموسم، ما رأيكم بفكرة للأعضاء بأن يترشحو لدراسة مسلك التعليم الأصيل شعبة العلوم الشرعية كي ندرس الفقه الإسلامي.
الإجابة:
الحمد لله وبعد، مأجور إن شاء الله على حملك هم ديننا، جعلك الله من الدعاة الصالحين. أما عن الدراسة في مسالك التعليم الاصيل الموجه من طرف الدولة فقد يتبادر الى الاذهان انه امر طيب، لكن على العكس تماما. فمن ادرك حقيقة هذا النظام الجاهلي الطاغوتي الذي نعيش فيه، سيعلم انه من الخطأ سلوك هذا التوجه. لعدة اسباب، ومنها، ان طريقة التعليم مخالفة لطريقة السلف القارنة بين العلم والعمل وليست طريقة نظرية، و الصحابة تعلموا من رسول الله صلى الله عليه وسلم وائمة الجماعة، كذلك ينبغي للمسلم التفقه على مذهب الإمام. هاته الجامعات التابعة للدولة الوطنية، ليست سوى ادوات ووسائل في يد الطاغوت يدافع بها عن مصالحه وعن وجوده واستمراريته. كما أن آفاق هذا التخصص المعيشية تكاد تكون مغلقة، بحيث ان طلب الرزق في الحقل الديني الرسمي هو التهلكة بعينها، وبيع الدين بالدنيا. إذ عملاء الدين هم المكلفون بتلميع صورة الطاغوت وتحبيبه الى الناس، واظفاء الشرعية عليه، ولا شك في كفر العاملين على هذا المنوال.
وأنا أنصح كل الحاملين لبعض العلوم الدينية، أن يعملوا في مجالات تجارية وفنية تغنيهم عن التكسب بالدين، وتكفل لهم حدا من الحرية في التدين والسلوك والمعاملات. وأيضا عليهم أن يتحلوا بالشجاعة ، والتجرد، والانقياد للحق، ومخالفة الهوى، والتخفف من الدنيا. كما انصحكم ان لم تقولوا الحق، ان تكفوا السنتكم عن التطبيل للباطل. انكم إذا تحملون اوزارا مع اوزاركم، بحيث اذا دعونا احد اتباعكم الى الحق، قال وما بال العالم فلان والفقيه فلان، هل انتم اعلم منه. فاي فتنة واي وزر اعظم من الصد عن سبيل الله.
ايها الحامل للعلم النظري، اياك والاغترار والفرح بما لديك، فانما هو حجة عليك. ولا عذر لك بتأول مصالح متوهمة ما هي بالمقارنة مع مفاسد عملك الا كالقش في ظهر البعير. الإسلام اما ان يكون كاملا، او لا يكون. لا بد من الايمان بالكتاب كله، فلأن يستجيب لك رجل واحد في دعوة الحق، خير لك من مليار تابع في ملة التعديل والتبديل.
إن الطريق الذي سلكناه في طلب العلم، هو دراسة التوحيد والتفسير والحديث والسيرة وغيرها من العلوم النافعة، متبعين في ذلك منهج الصحابة رضوان الله عليهم، في اقتران العلم بالعمل. فان العلم يدعو العمل فإن أجابه وإلا ارتحل، و انك ان عملت بما تعلم علمك الله ما لم تعلم. كما أن الصحابة رضوان الله عليهم حملوا جميعا رسالة الإسلام، لأن العلم والدعوة فريضة على كل مسلم، و لا يشرع في الإسلام تخصيص تكاليف العلم برجال الدين، و تميزهم عن بقية الناس.
و الله المستعان وعليه التكلان وبه العصمة والتوفيق.
المستقوي بالله
جماعة المسلمين


تعليقات