مزاعم الشيعة_الوصية
- جماعة المسلمين وإمامهم

- 22 يونيو
- 3 دقيقة قراءة
الرد على مزاعم الشيعة حول وصية النبي صلى الله عليه وسلم
الحمد لله الذي أنزل الكتاب بالحق، وجعل القرآن والسنة ميزانًا للعدل والهداية، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء محمد بن عبد الله، وعلى آله وأصحابه الذين حفظوا الدين ونقلوه إلينا غضًّا طريًّا.
أما بعد:
يتعلق الشيعة بمزاعم باطلة تزعم أن النبي صلى الله عليه وسلم أوصى بالخلافة لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه، وأن هذه الوصية دليلٌ قاطع على أحقيته بالخلافة دون غيره من الصحابة. لكن إذا رجعنا إلى النصوص الصحيحة الواردة في السنة، نجد خلاف ذلك تمامًا.
١. نفي وصية خاصة لأحدٍ من الصحابة
جاء في الحديث الذي روي عن عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنه:
حَدَّثَنَا خَلَّادُ بْنُ يَحْيَى ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ ، حَدَّثَنَا طَلْحَةُ بْنُ مُصَرِّفٍ ، قَالَ : سَأَلْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي أَوْفَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا : هَلْ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْصَى ؟ فَقَالَ : لَا. فَقُلْتُ : كَيْفَ كُتِبَ عَلَى النَّاسِ الْوَصِيَّةُ - أَوْ أُمِرُوا بِالْوَصِيَّةِ ؟ - قَالَ : أَوْصَى بِكِتَابِ اللَّهِ.
(رواه البخاري ومسلم).
هذا النص يبين أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يخص أحدًا بوصيةٍ خاصة، بل كانت وصيته للأمة جميعًا: "أوصيكم بكتاب الله."
كما ورد عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه نفسه أنه قال عندما سُئل:
عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ ، قَالَ : قُلْتُ لِعَلِيٍّ : هَلْ عِنْدَكُمْ كِتَابٌ ؟ قَالَ : لَا، إِلَّا كِتَابُ اللَّهِ، أَوْ فَهْمٌ أُعْطِيَهُ رَجُلٌ مُسْلِمٌ، أَوْ مَا فِي هَذِهِ الصَّحِيفَةِ، قَالَ : قُلْتُ : فَمَا فِي هَذِهِ الصَّحِيفَةِ ؟ قَالَ : الْعَقْلُ ، وَفَكَاكُ الْأَسِيرِ، وَلَا يُقْتَلُ مُسْلِمٌ بِكَافِرٍ.
(رواه البخاري).
٢. رد مزاعم الشيعة بمنهجهم العقلي
منهج الشيعة يعتمد على تفضيل العقل على النصوص الشرعية إذا تعارضت مع ما يظنونه صوابًا. وهم يصححون الأحاديث أو يرفضونها بناءً على ما يوافق عقولهم، وليس بناءً على السند أو القواعد العلمية المعروفة عند أهل الحديث.
والرد على هذا النهج يكون من وجهين:
أ. الاعتماد على العقل وحده يؤدي إلى التناقض: فإن العقل يتغير بتغير الأشخاص والأزمان، وما يعده أحدهم صوابًا قد يعده آخر خطأً.
قَالَ الشَّافِعِيُّ: وَمَنْ اسْتَجَازَ أَنْ يَحْكُمَ أَوْ يُفْتِيَ بِلَا خَبَرٍ لَازِمٍ وَلَا قِيَاسٍ عَلَيْهِ كَانَ مَحْجُوجًا بِأَنَّ مَعْنَى قَوْلِهِ: أَفْعَلُ مَا هَوِيت وَإِنْ لَمْ أُومَرْ بِهِ، مُخَالِفٌ مَعْنَى الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ فَكَانَ مَحْجُوجًا عَلَى لِسَانِهِ وَمَعْنَى مَا لَمْ أَعْلَمْ فِيهِ مُخَالِفًا.
واذا كان الاستحسان عندنا محرما في الأحكام وما لا نص فيه فإن الشيعة يبيحون لانفسهم تحكيم العقول في رد النصوص أو قبولها، وفي تحريف معاني القرآن والسنة.
ب. النقل الموثوق هو المصدر الأول للتشريع: قال الله تعالى: {فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ} (النساء: 59). فلو كان العقل هو الحَكَم لما أُمِرنا بالرجوع إلى الوحي، بل بالتحاكم إلى العقل.
٣. مكانة الصحابة وأهل البيت في الإسلام
ديننا يدعو إلى محبة الصحابة جميعًا بلا تفريط ولا إفراط. قال الله تعالى:
{وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ} (التوبة: 100).
أما أهل البيت، فقد أوصى النبي صلى الله عليه وسلم بحقهم، دون أن يخصهم من دون الصحابة بالخلافة والإمامة. جاء في حديث زيد بن أرقم رضي الله عنه:
"أذكركم الله في أهل بيتي."
(رواه مسلم).
لكن محبة أهل البيت لا تعني سب الصحابة أو تفضيلهم بالعقل دون النصوص. قال جعفر بن محمد الصادق رحمه الله:
"برئ الله ممن تبرأ من أبي بكر وعمر."
(رواه عبد الله بن أحمد في السنة).
الخلاصة
وصية النبي صلى الله عليه وسلم هي التمسك بالكتاب والسنة، وليست خاصة بأحد من الصحابة. أما منهج الشيعة الذي يعتمد على تقديم العقل ورفض النصوص الصحيحة فهو منهج فاسد غارق في الفرقة والضلال.
فلنتمسك بالكتاب والسنة وفق فهم السلف الصالح، ولنحذر بارك الله فيكم من الغلو والابتداع، فإن الهداية في اتباع الحق، لا في اتباع الهوى.
"وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين."


تعليقات