لا بيعة إلا بتمام الشرط
- جماعة المسلمين وإمامهم

- 26 يونيو
- 3 دقيقة قراءة
تاريخ التحديث: 4 يوليو
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وبعد،
هناك عشر مسائل ينبغي بيانها :
١ - أن جماعة المسلمين تحكم بكفر الشعوب المتحاكمة للدستور والمبدلة للدين والتي اتخذت شركاء يشرعون لها ما لم يأذن به الله والتي تعبد الأضرحة وتدعو الأموات مع الله.
٢ - أن مناط تكفير الأعيان من الشعوب هو عدم إظهار البراءة من دين القوم ومن كل دين سوى ما عليه جماعة المسلمين وإمامهم.
٣ - أن موافقة دين المسلمين و لزوم جماعتهم يكون بالقول بما قالوا وتحليل ما أحلوا وتحريم ما حرموا، وجماعة المسلمين لا تحل إلا ما أحل الله ولا تحرم إلا ماحرم الله وتتبع كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وقرون السلف رحمهم الله.
٤ - أن الله توعد من خالف سبيل المؤمنين بالمصير إلى النار، وجعل جماعة المسلمين هم الشهداء على الناس بما يدل على أن سبيلهم وإجماعهم حجة لا يجوز مخالفتها.
٥ - أن البيعة تكون على الكتاب والسنة والإجماع ومن خالف الدليل القطعي المجمع عليه من الكتاب والسنة في مجمل أو مفصل فهو كافر مكذب لله عز وجل.
٦ - التارك للدليل مع تمكنه من معرفته غير معذور بالجهل.
٧ - جماعة المسلمين تعرض على المدعوين دعوتها قبل نطق الشهادة فتبين أن اثنتان وسبعين فرقة من أمة محمد هم من الذين كفروا من أهل الكتاب كاليهود والنصارى ، و فرقة واحدة في الجنة هي جماعة المسلمين.
٨ - بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس على التوحيد كما بايعهم على ما هو دون التوحيد كالزكاة والسمع والطاعة وترك المعاصي والنصح للمسلمين.
٩ - جعل الله في آية البيعة من سورة الممتحنة، قبول البيعة جواب الشرط، أي إذا بايعنك على هذه الشرائط فبايعهن. ولم يقبل النبي صلى الله عليه وسلم مبايعة ابي الخصاصية مع ترك بعض الفرائض.
١٠ - لا تقبل بيعة من خالف الجماعة سواء كانت المخالفة في التوحيد أو كانت المخالفة في التزام بعض الفرائض والواجبات أو تحليل الحلال وتحريم الحرام المجمع عليه.
قال الله عز وجل: " يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَىٰ أَن لَّا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا وَلَا يَسْرِقْنَ وَلَا يَزْنِينَ وَلَا يَقْتُلْنَ أَوْلَادَهُنَّ وَلَا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ ۙ فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ".
وعن ابن الخصاصية رضي الله عنه أنه قال : أتيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لأبايعه على الإسلام ، فاشترط علي " تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله ، وتصلي الخمس ، وتصوم رمضان ، وتؤدي الزكاة ، وتحج البيت ، وتجاهد في سبيل الله " قال : قلت : يا رسول الله ، أما اثنتان فلا أطيقهما ، أما الزكاة فمالي إلا عشر ذود ، هن رسل أهلي وحمولتهم وأما الجهاد فيزعمون أنه من ولى ، فقد باء بغضب من الله ، فأخاف إذا حضرني قتال كرهت الموت ، وخشعت نفسي قال : فقبض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يده ثم حركها ثم قال : " لا صدقة ولا جهاد فبم تدخل الجنة ؟ " قال : ثم قلت : يا رسول الله ، أبايعك فبايعني عليهن كلهن ". رواه أحمد
لذلك لا تقبل بيعة من ترك الشهادة بأن أمة محمد أهل الكتاب لأنه مكذب للكتاب والسنة، فإن القرآن كتاب هذه الأمة بلا أدنى شك والمشركون في عهد النبوة كانوا يعلمون أن المسلمين أهل كتاب لذلك أحبوا انتصار فارس على الروم. وقال تعالى " ليسوا سواء من أهل الكتاب أمة قائمة " أي المسلمون، وقال: "
ثُمَّ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ تَمَامًا عَلَى الَّذِي أَحْسَنَ وَتَفْصِيلًا لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لَّعَلَّهُم بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ
وَهَٰذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ
أَن تَقُولُوا إِنَّمَا أُنزِلَ الْكِتَابُ عَلَىٰ طَائِفَتَيْنِ مِن قَبْلِنَا وَإِن كُنَّا عَن دِرَاسَتِهِمْ لَغَافِلِينَ
أَوْ تَقُولُوا لَوْ أَنَّا أُنزِلَ عَلَيْنَا الْكِتَابُ لَكُنَّا أَهْدَىٰ مِنْهُمْ ۚ فَقَدْ جَاءَكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ ۚ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَّبَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَصَدَفَ عَنْهَا ۗ سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آيَاتِنَا سُوءَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يَصْدِفُونَ
فنفى الله تعالى أن يكون أهل الكتاب هم اليهود والنصارى فقط، وبين أن القرآن كتابه أنزله على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، كما آتى موسى الكتاب من قبل. وبين أن المكذبين بآيات الله لهم سوء العذاب وهم خالدون في النار بلا شك، فمن كذب بكون أمة محمد أهل كتاب جاحد للحق المنصوص عليه في القرآن وفي السنة والمجمع عليه من الصحابة رضوان الله عليهم.
قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: نَحْنُ الْآخِرُونَ السَّابِقُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، بَيْدَ أَنَّهُمْ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِنَا، وَأُوتِينَاهُ مِنْ بَعْدِهِمْ، وَهَذَا يَوْمُهُمُ الَّذِي فُرِضَ عَلَيْهِمْ فَاخْتَلَفُوا فِيهِ، فَهَدَانَا اللهُ لَهُ، فَهُمْ لَنَا فِيهِ تَبَعٌ، فَالْيَهُودُ غَدًا، وَالنَّصَارَى بَعْدَ غَدٍ. رواه البخاري ومسلم
وصلى الله وبارك على نبينا محمد
المستقوي بالله
جماعة المسلمين


تعليقات