طعام الهدية
- جماعة المسلمين وإمامهم

- 19 يوليو
- 2 دقيقة قراءة
السؤال :
ما حكم ذبيحة أهل الكتاب المنتسبين للإسلام، بمناسبة العيد ؟
الإجابة :
الحمد لله وبعد، فإن الإجابة عن هذا السؤال تتطلب منا النظر في أدلة الكتاب والسنة، لأن هذا الحكم مما لم يرد في علمنا له ذكر في كتب فقهاء جماعة المسلمين في القرون الأولى. وذلك أن جماعة المسلمين حينها لم تعش الواقع الذي نعيشه اليوم اذ كانت جماعة متمكنة مستخلفة ومن ارتد عن الاسلام يقتل ولم تكن هناك فرقة خارجة عن جماعة المسلمين وإمامهم لها نشأ نشأ على الكفر خارج جماعة المسلمين، بل ان المسلمين قاتلوا المرتدين ومن بعدهم قاتلوا الخوارج ولم يقروا أحدا ممن ينتسب الى الإسلام على الكفر بالله والخروج من الجماعة.
أما ما نشاهده اليوم، اقوام ورثت الكفر ابا عن جد وجيلا عبر جيل. فنشأ واقع جديد لم يعرف في القرون الأولى بحيث فرق كثيرة منتسبة للإسلام وهي في نفس الوقت كافرة كفرا أصليا، ككفر اليهود والنصارى. ولا يصح والحال هذه، أخذ أحكام فقهية ذكرها فقهاء الجماعة في عصر الدولة المتحاكمة لكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وتنزيلها على واقع الدول القطرية المتحاكمة الى قانون الأمم المتحدة.
فكما اسلفت الذكر، الواقع اليوم واقع مغاير وفيه من النوازل ما يلزمنا بالاجتهاد في استنباط بعض الأحكام من منابعها الأولى، وهي الكتاب والسنة فان لم نجد فمن آثار السلف المرضية أقوالهم والمقتدى بآثارهم.
وقد رخص في قبول المباح من الطعام من الكفار في عيدهم جماعة من الصحابة، فقد أهدي لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه هدية في عيد النيروز فقبلها وسألت امرأة عائشة رضي الله عنها قالت "إن لنا أظآرا من المجوس وإنه يكون لهم العيد فيهدون لنا قالت أما ما ذبح لذلك فلا تأكلوا ولكن كلوا من أشجارهم". وعن أبي برزة "أنه كان له سكان مجوس فكانوا يهدون له في النيروز والمهرجان فكان يقول لأهله ما كان من فاكهة فكلوه وما كان من غير ذلك فردوه".
وبهذا يتبين أنه لا حرج في قبول الهدية المباحة من الكفار، ولو كان لمناسبة عيدهم. وأما تحريم اللحم دون ما سواه في الآثار، إنما هو لحرمة ذبائح المجوس في العيد وغيره.
أما أهل الكتاب ومنهم المنتسبون للإسلام فقد أحل لنا الله عز ذكره وجل ثناؤه طعامهم. سواء من ذبح منهم قاصدا التقرب الى الله، او من يذبح لأجل اللحم، وسواء علم ان ذكر عليها اسم الله، أو لم يعلم ذلك. فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سُئِل عن أقوام يأتون بطعام لا يُعْلَمُ أَسَمّوا الله عليه أم لم يسموه، قال سموا الله أنتم وكلوا.
فالحاصل ان قبول الطعام المُهدى من أهل الكتاب في يوم النحر جائز ، سواء كان من لحم الذبيحة أو غيره، ما لم يعلم أنهم تقربوا بالذبيحة إلى طاغوت كقبر أو جن ، أو ذكروا عليها غير اسم الله، فإنها تحرم.
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد


تعليقات