سبب مقتل حسين رضي الله عنه
- جماعة المسلمين وإمامهم

- 8 أكتوبر 2024
- 3 دقيقة قراءة
سبب مقتل حسين رضي الله عنه
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله ياإمام
أُتِيَ عُبَيْدُ اللَّهِ بنُ زِيَادٍ برَأْسِ الحُسَيْنِ عليه السَّلَامُ، فَجُعِلَ في طَسْتٍ، فَجَعَلَ يَنْكُتُ، وقالَ في حُسْنِهِ شيئًا، فَقالَ أنَسٌ: كانَ أشْبَهَهُمْ برَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وكانَ مَخْضُوبًا بالوَسْمَةِ.
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 3748 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح ]
تكلم معي أحد من أهل الكتاب و أخذ يطعن في الأموبين أو الدولة الأموية و يقول أن الذي قتل الحسين رضي الله عنه و قطع رأسه و جيء به إليه هو يزيد بن معاوية لما رفض أن يبايعه ، ثم قال لي أن هذا وجده في كتاب صحيح البخاري ، و الأمويين هم الذين قتلوا آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم من أجل السلطة
مع أني وجدت هذا الحديث في صحيح البخاري لم يثبت فيه أن القاتل هو يزيد بن معاوية رحمة الله عليه ، بل قاتله يسمى عبيد الله بن زياد ، مع أن هناك رويات ضعيفة أخرى رويت في هذا الباب من مصادر تاريخية أخرى الله أعلم ، و هذا الشخص الجاهل ممن يطعن في صحة أحاديث البخاري ، مع أني أعلم أن الكافر لا تقبل شهادته عندنا ،
فماهو الصحيح من هذه القصة و من يكون عبيد الله بن زياد و لماذا قتله و قطع رأسه ؟
الجواب :
وعليك السلام ورحمة الله مرحبا ايها الوزير ، الحمد لله وبعد فان عبيد الله بن زياد كان أمير الكوفة وقت مقتل الحسين رضي الله عنه والذي نصبه اميرا على الكوفة هو يزيد بن معاوية، ويذكر انه عاتبه على فعلته حين قتل الحسين رضي الله عنه، اما القصة فطويلة وهي موجودة في تاريخ الطبري بتمامها يمكنك الاطلاع عليها هناك ان شاء الله. وخلاصتها ان الحسين رضي الله عنه ابى مبايعة يزيد بن معاوية بعد وفاة معاوية ، ويذكر ان الحسن بن علي اشترط على معاوية قبل تسليم الخلافة اليه ان يجعل الامر بعده شورى بين المسلمين. وكان الحسين رضي الله عنه يعيب على يزيد بن معاوية ويذكرون انه كان يشرب الخمر وتنسب اليه امور أخرى كترك الصلاة والله تعالى اعلم فانها روايات تاريخية ، وكان هذا من اسباب موقعة الحرة حين قاتل اهل الشام اهل المدينة بعد خلعهم ليزيد لهذا السبب.
والمقصود ان حسين رضي الله عنه بعد وفاة معاوية، جاءته البيعة من اهل الكوفة على النصرة وارجاع الامر شورى بين المسلمين، فبعث اليهم ابن عمه يتأكد من صحة الخبر ، فراسله ابن عمه ان تعال واخبره بعدد الانصار ، وكان ابن عباس ينهى حسينا عن الخروج من مكة ، التي كان بها عبد الله بن الزبير كذلك رافضا لبيعة يزيد ، لكن قدر الله وما شاء فعل خرج حسين ، وكشف امر ابن عمه في الكوفة فقتل بها ، ولم يعلم حسين بذلك وكان قد اصطحب معه ازواجه واخوانه وابناءهم ويمكن عدد قليلا من الانصار ، فبعث اليهم عبيد الله بن زياد جنده ، وطلب منهم الحسين ثلاث خصال فلم يقبلوا ، اما يرجع الى مكة، واما ياتي احد الثغور يقاتل فيها ، واما يذهب الى يزيد في الشام. فلم يقبلوا الا البيعة او القتال فقاتلهم هو والرجال الذين كانوا معه ، فاستشهد جدنا حسين رحمه الله واعلى درجته. آمين .
ولا شك ان يزيد له نصيبه من العدوان والظلم في هاته القضية ، ولكن اهل السنة والجماعة لا يرون الخروج على الحاكم الظالم ، وقد بايعه الصحابة رضوان الله عليهم ، وفي الحديث: اذا اجتمع امركم على رجل منكم ثم جاء آخر ينازعه فاقتلوه. ولكنه كان الأجدر به ان يعيد الامر شورى بين المسلمين، وكان الاجدر باميره ان يراعي قرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقبل احدى الخصال التي عرضها عليهم حسين رضي الله عنه، لكنه لم يفعل ، وجائز ان يكون حسين رضي الله عنه رأى انه لا تسعه البيعة الا ان يكون الامر شورى ، قال تعالى " وامرهم شورى بينهم " لكن علمنا من عمل الصحابة واجماع المسلمين ان البيعة تصح للخليفة المنصب عن طريق الوراثة اذا توفرت فيه شروط الخلافة.
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
وصلى الله وبارك على نبينا محمد


تعليقات