top of page
بحث

حول الحروب الدائرة في العالم

بيان جماعة المسلمين حول الحروب الدائرة في العالم



بسم الله الرحمن الرحيم



تتابع جماعة المسلمين بتفاؤل الحوارات الجارية بشأن وقف الحروب، سواء في أوكرانيا أو بين الهند وباكستان، إيمانًا منها بأن هاته الحروب تؤدي إلى سفك الدماء، وتضيع فيها الأرواح التي خُلقت لتكون في خدمة دين الله، وتسعى إلى مرضاته، وتطمح إلى الفوز بالجنة، لا إلى الهلاك في نزاعات لا ترضي الله ولا تحقق مقاصد الآخرة.


لقد كنا دومًا في صف السلام، نناصر المظلومين ونقف مع القضايا العادلة في العالم كله، وعلى رأسها قضيتنا العادلة، قضية جماعة المسلمين. ونرجو أن تكون هذه الحرب التي قاربت على نهايتها في أوكرانيا درسًا لقوى الغرب والشرق على السواء، ليدركوا أن الأرواح والجهود والأموال يمكنها أن تُهدر في غير سبيل الحق فيكون مصيرها الضياع، ولا ثمرة لها في الآخرة، ولا تحقق الهدف الذي خُلقت من أجله النفس الإنسانية: عبادة الله وحده لا شريك له. كي يعلموا أهمية البحث عن الحقيقة وتسخير والموارد والوسائل والتكنلوجيا من اجل الوصول الى ادراك حقيقة الوجود وبلوغ الطريق الى مرضاة الخالق.


كما نأمل أن لا يؤدي توقف الحرب بين القوى الكبرى إلى عودتها إلى ممارساتها القديمة في استضعاف شعوب العالم الثالث، وعلى رأسهم الشعوب المنتسبة إلى الإسلام. ونتمنى أن تكون الأسباب العميقة التي أدت إلى اندلاع هذه النزاعات قد زالت أو تراجعت، ولو جزئيًا. فإننا على يقين أن الظلم لا يدوم، وأن الله سبحانه وتعالى يجازي الظالمين، كما قال عز وجل: "وجزاء سيئة سيئة مثلها"، وقال تعالى: "فمن يعمل مثقال ذرة خيرًا يره، ومن يعمل مثقال ذرة شرًا يره."


وإن من أعظم أسباب البأس والنزاع بين البشر هو التفرق في الدين وتكذيب المرسلين، قال الله عز وجل: "أو يلبسكم شيعًا ويذيق بعضكم بأس بعض". فالتفرق والاقتتال سببه البعد عن التوحيد، والإعراض عن جماعة المسلمين، وترك الوحي والكتاب، وتكذيب محمد صلى الله عليه وسلم، واتباع السبل المختلفة، كما قال تعالى: "وأن هذا صراطي مستقيمًا فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله."


إننا في جماعة المسلمين نؤكد أن السبيل الوحيد إلى السلام الحقيقي، والوحدة الصادقة، والنصر والطمأنينة، هو الإسلام، واتباع شريعة محمد صلى الله عليه وسلم، ومبايعة إمام من قريش، يجتمع عليه المسلمون بحق، وتنعقد به الجماعة.


وما نراه اليوم من الحروب الكبرى في العالم، يكشف عمق تفرق أمة محمد صلى الله عليه وسلم، ويفضح ما بلغته من ضلال وبعد عن الدين، بل إنهم لم يغتنموا حتى هذه الفرصة التاريخية لتوحيد صفهم، وتحررهم من التبعية، واستقلالهم في كيان جامع وكلمة موحدة.


ولن يكون لهم مخرج ولا نصر ولا وحدة، إلا بالعودة إلى دين الله، والاعتصام بكتابه، ومبايعة إمام جماعة المسلمين، كما جاء في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.


لقد أعادت روسيا اليوم إلى الأذهان الحقيقة المرّة عن العالم الذي نعيش فيه، وهي أن القوانين والمواثيق والمنظمات الدولية ما هي إلا واجهات شكلية لقوة خفية تحكم العالم بمنطق الغلبة والبطش، منطق "القوي يأكل الضعيف" أو "شريعة الغاب". فقد تمكنت روسيا، بقوتها العسكرية وأطروحتها الفكرية، من التفوق على حلف الناتو بأكمله وإيقاف الغرب عند حده وفرض وجودها كلاعب أساسي وشريك في صياغة ملامح عالم الغد، ولو كان ذلك بثمن باهض قوامه مئات الآلاف من الأرواح. وهذا الواقع يؤكد أن هذا العالم لا يعترف إلا بالقوة، وأن من لا يملك القوة لا يُسمَع له صوت ولا يُحسب له حساب.


وقوة جماعة المسلمين مستمدة من الله سبحانه وتعالى وتأييده وحفظه وتوفيقه ونصره، ووحدة الصف والتضامن بين المسلمين والألفة والإخاء والمحبة والولاء، ومستمدة من الحجة التي جعلها الله لنا على الكفار بجميع أصنافهم بلا استثناء. وسلاحنا هو العلم والدعوة إلى الله والإنفاق في سبيل الله وقول الحق حيث ما كنا لا نخاف لومة لائم.



الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله الطيبين ورضي الله عن صحبه أجمعين.



والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

 
 
 

أحدث منشورات

عرض الكل
مفهوم السلفية

مفهوم السلفية إن الدعوة السلفية في حقيقتها ليست حزبًا من الأحزاب، ولا طائفة من الطوائف التي تتنازع الأسماء وتتناحر على الشعارات، وإنما هي...

 
 
 
التبديل تحت ضغط الواقع

التبديل تحت ضعط الواقع إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن...

 
 
 

Comments


جماعة المسلمين وإمامهم

البريد الإلكتروني: Imamabounacer@gmail.com

الهاتف : 00212661707896

  • بيعة الإسلام لله
  • Donate for JM
  • Telegram
  • جماعة المسلمين وإمامهم
  • الصفحة الرسمية على فيسبوك
  • وتساب
bottom of page