top of page
بحث

القضية الروسية الأوكرانية

أبو عمر :


يا إمام مارأيك في القضية الروسية الأوكرانية مع الغرب و أمريكا هل لها تأثير على العالم العربي .


وهل تحل دبلوماسيا أو لا تنجح وتكون حربا عسكرية .؟ و هل تعود على دعوتنا إيجابيا


وعندنا نحن في الجزائر نفس المشكل الذي عندكم هو غلاء الأسعار و غيرها من المشاكل الإقتصادية و الإدارية نسأل الله أن يرجع الأمة إلى دينها و يرفع عنها الذل و الهوان التي هي فيه . اللهم آمين.




بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وبعد اتصالا بقضيه الحرب الناشبه بين دوله روسيا واكرانيا فقد تابعت ما يجري في هذا الشان بحكم اقامتي السابقه في المنطقه المتنازع بشانها وهي منطقه دونباس وتضم مدينة دونيسك ومدينة ماريوبول المطله على بحر الازوف و مدينه لوكانسك المتواجده على الحدود الروسيه.


المعروف عن سكان هذه المنطقه انهم يتكلمون باللغه الروسيه مع انهم يسكنون في اوكرانيا ولهم اصول مشتركه مع الروس والحاصل في هذا البلد اوكرانيا انه منقسم سياسيا بين الموالين لروسيا وصنف اخر يميل لاوروبا والغرب عموما ويفضل الابتعاد عن الهيمنه الروسيه ويختار النمط الغربي وفي ذات الوقت يتكلمون باللغه الاوكرانيه وهم عموما المتواجدون في المناطق الغربيه من اوكرانيا بخلاف المتواجدين في المناطق الشرقيه منها المتكلمين باللغه الروسيه.


فهو في الاساس صراع سياسي حقيقي بين توجهين فتارة يكون رئيس البلد ينتمي لحزب يخدم الصالح الروسي وتاره اخرى يصعد الرئيس القريب من النمط الغربي بل تجد الصراع ايضا داخل الجامعه بحيث بعض المدرسين يدرس باللغه الروسيه والبعض الاخر باللغه الاوكرانيه حسب الانتماء الحزبي بل قد يوجد صراع داخل الاسره الواحده لهذا السبب وهذا مما يبين ضعف الدوله الوطنيه التي لا تستطيع توحيد شعبها على نفس المبادئ بخلاف الدوله الاسلاميه التي سن لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فانها دوله موحده تطيع الله ورسوله وتتابع الكتاب والسنه كمرجع أساسي ووحيد وما سبب الانحطاط والانهزام والتخلف الذي وصل اليه العرب قبل غيرهم من المنتسبين الى الاسلام الا لبعدهم عن دين الله الحق وتفريطهم في إرث رسولهم صلى الله عليه وسلم.



وعوده الى موضوع الكلمه وهو الصراع الروسي الاوكراني وقد احسن ابو عمر حفظه الله حين ذكر في سؤاله ارتباط هذا الصراع في الغرب وامريكا لان العالم بعد الحرب العالميه الثانيه والانتصار على المانيا الفاشيه انخرط فيما يسمى بالامم المتحده ومجلس الامن وكان المنتصرون في هذه الحرب هم الذين تسيدوا العالم بحيث خصصت لهم المقاعد الدائمه في مجلس الامن وما يسمى بحق الفيتو فصار مجلس الامن بمثابه شرطي العالم فلو اجمع الاعضاء الخمسه الدائمون وهم روسيا والصين وامريكا وانجلترا وفرنسا ان يعاقبو دوله ما فلن تستطيع تلك الدوله الوقوف ضدهم اما اذا قامت دوله واحده من هذه الدول الخمسه بالاعتراض على قرار المعاقبه فسيتم الغائه وبالتالي فان دول العالم صارت بحاجه الى التزلف وهو التقرب من تلك الدول كي تحفظ سلمها وامنها مقابل اسداء الخدمات المجانيه والتبعيه الاقتصاديه والسياسيه الثقافيه لتلك الدول


فان تبين هذا وعرف بان تلك الدول ليست مسلمه ولا منتسبه للاسلام وهي التي تفرض توجهاتها وقوانينها على باقي العالم وتسميها قوانين ومبادئ عالميه بينما في الحقيقه انهم يختارون ما يخدم مصالحهم الماديه والاقتصاديه والسياسيه فكيف اذا لدول كهذه ان تسمح بانضمام دوله اسلاميه الى الامم المتحده فهذا متناقض كل التناقض لان قوانين الامم المتحده متناقضه مع ما جاء في الكتاب والسنه والشريعه المنزله من عند رب العالمين لذلك فكل الدول المنخرطه في الامم المتحده ليست مسلمه وان ادعت العكس وهي دول ممسوخه الهويه ومحكومه بقوانين تصوغها ايدي نصرانيه ويهوديه وملحده ومشركه


وبهذا يتبين ان الدول الخمسه كانت متفقه فيما بينها على اقتسام الكعكه والعيش بسلام وامان على حساب الاخرين لكن الذي يجري اليوم هو ان واحده او اكثر من هذه الدول الخمسه لم تعد راضيه على هذا النظام الموجود حاليا و تريد ان ان تعيد ترتيب اوراق النظام العالمي بما يخدم مصالحها وبما يتوافق مع الواقع الجديد الذي يعيشه العالم والمتغيرات التي حصلت خاصه بعد ظهور ضعف امكانيات الولايات المتحده الامريكيه مع محاولتها الاحتفاظ بالصداره وظهور بعض النزاعات في القاره الاوروبيه بين اعضائها وسعيها الى مزيد من النفوذ في المستعمرات السابقه وسعي الصين الى المزيد من الهيمنة الاقتصاديه والقوه العسكريه وشعور روسيا بالخطر مع اقتراب حدود حلف الشمال الاطلسي من اراضيها و ظهور بعض القوى الصاعده التي كان لها دور في بعض النزاعات الاقليميه كالمانيا وتركيا وايران


وعموما فان من اطلع على التاريخ سيعلم بان حدود الدول تتغير باستمرار بحسب القوه العسكريه والاقتصاديه والسياسيه لتلك الدول لكن الجديد هو سياغه النظام العالمي ووضع حدود جديده للدول المنخرطه في الامم المتحده على اساس حفظ امن وسلام هذه الدول واجتناب النزاعات لكن هذه الخطه لم تكن في الحقيقه الا شعارا وضعه الاقوياء لكي يستمروا في حكم الضعفاء ويوهموهم بانهم في مأمن وسلم وامان بينما الحقيقه ان دول الفيتو لم تنوي ابدا لاستقرار على حدودها المسجله في الامم المتحده ولكنها اتخذتها مرحله انتقاليه لتطوير التكنولوجيا والمعدات الحربيه والاقتصاد واضعاف الخصوم واحتكار الاسلحه المدمره كالسلاح النووي والكيماوي والبيولوجي كي تستأسد بعد ذلك وتاكل الشعوب التي وثقت في خطه الامم المتحده كالنعاج حين يأتي الوقت المناسب بعد ان أصبحوا لقمة سائغه


لكن جماعه المسلمين ولله الحمد تؤمن بكتاب ربها وسنه نبيها صلى الله عليه وسلم وتتبع الطريق القويم والصراط المستقيم ولا تؤمن بمواثيق الامم المتحده لذلك فان خداع الكفرة المشركين لم ينطلي علينا يوما كما انطلى على من لا دين لهم ولا علم ولا بصيره. ومن ضمن الشعوب التي وثقت بهاته المواثيق الدوليه وظنت بانه يمكنها العيش في سلام وامان وان الامم المتحده ومجلس الامن سيدافعان عنها ويضمنان لها الاستقرار والسياده، الشعوب العربيه. فتركت السعي الى اسباب القوه والعلم والابتكار والاستقلال وانكب الناس على وسائل الترفيه والاغاني والمسلسلات و الالعاب الرياضيه والكوميديا وشتى وجوه اللهو مع ما يرافق ذلك من شرب الخمر واستعمال للمخدرات وفحش وزنا في كثير من الاحيان


فالدرس المستخلص اذا هو ان الخير يحتاج الى قوه يدافع بها عن مبادئه واسسه وحدوده في مواجهه الباطل المسلح وهذا ما تسعى بتوفيق الله اليه جماعه المسلمين وذلك اولا عبر توضيح الحقائق وشرح المبادئ وتصفيه المنهج العلمي والدعوي وبيان حقيقه الاسلام الذي رضيه الله للعباد وارسل به رسوله محمد صلى الله عليه وسلم الى العالمين ودعوه الناس اليه والانذار من مخالفته والاعراض عنه، والتواصي بالحق والتواصي بالصبر الى حين تمام العدد الكافي من الناس المبايعين لجماعه المسلمين لاقامه دوله الاسلام ذات السياده وذات القوه والشوكه و والمحصنه بالعلم من الشبهات و بملذة الايمان من الشهوات وبحب الآخرة من الوهن وبالاخوه الصادقه من الخذلان


بينما يسعى الممسكون بزمام الامور في عالم اليوم الى جلب مصالح مرتبطه بالتراب والجغرافيا والدم على حساب كل من يخالفهم في التراب والجغرافيا والدم تسعى دوله الاسلام الى نشر الخير واحقاق الحق وتعبيد الناس لرب العباد والحكم بين الناس بما انزل الله واخراج الناس من عبادة العباد الى عبادة رب العباد ومن ضيق الدنيا الى سعه الدنيا والاخره ومن جور الاديان الى عدل الاسلام بغض النظر عن اللون والعرق والبلد


اما بخصوص الشق الثاني من السؤال وهو غلاء الاسعار في المغرب والجزائر وايضا غيرها من بلدان فهذا مرتبط بما ذكرناه سابقا وهو ان هذه البلدان وثقت في الاقوياء وظنوا بانه بامكانهم العيش بامن وسلام ورخاء في ظل حمايه مجلس الامن ولم ياخذوا باسباب القوه الذاتيه وطمحوا الى تحقيق تقدم سطحي ونمو سطحي بحيث انهم صاروا كالخرفان عند الراعي يطعمها ويسقيها وهي في الحظيره ليس لحبه اياها وانما لتسمن حتى ياكلها او يبيعها ويكسب منها اكبر الربح وهي في ذلك تاكل وتشرب وتجول وليست تفكر في الخروج من الحظيره او التمرد على الراعي وليست تفكر في اليوم الذي سيذبحها فيه وانما تستمتع بالاكل والشرب في ذلك الحين


لو كان البشر انعاما لما لمناهم على التصرف كالانعام او الخرفان التي خلقت اصلا لتؤكل وتباع ولكن البشر جعلهم الله من المكلفين اعطاهم العقل والتفكير واستخلفهم في الارض وحملهم الامانه وهم احد الثقلين الذين يحاسبون امام الله يوم القيامه على ما فعلوه في هذه الدنيا وليسوا مثل الخرفان التي لم توعد جنه ولا نارا


فنحن نرجو ان يستوعب قومنا والعرب والمنتسبون للاسلام هذا الدرس وياخذوا منه العبره ويعلموا انه لا سبيل للنجاه وللفلاح في الدنيا والاخره الا بالتمسك بكتاب الله وبسنه رسوله صلى الله عليه وسلم وليس الجري وراء الدنيا واللهو واللعب والوعود الكاذبه من السياسيين المنافقين ومن الدول ذات القوه وذات الاطماع الاستعماريه والماضي الدموي ويعلموا ان دعوه الحق هي دعوه جماعه المسلمين التي تتبع كتاب الله وسنه نبيه وما كان عليه الصحابه والتابعون والسلف الصالحون من القرون الثلاثه الاولى قبل فشو اقوال الجهميه والمعطله والزنادقه والروافض واهل البدع وابتعاد الناس عن دين الحق وعن العلم وعن اهل الحديث واهل الفقه وفي هذا حض للمسلمين على الاخذ باسباب القوه واسباب العلم النافع من حديث وفقه وقران وتفسير واعتقاد صحيح وتاريخ ولغه عربيه ليكونوا في طليعة الامه المهتديه التائبه الراجعه الى طريق ربها ويكون نورا في الطريق لمن استجاب لدعوتهم واتبع سبيلهم


فنحن اذن مطالبون مع متابعتنا لما يجري من الوقائع والاخبار الا ننسى تمسكنا بتلاوه كتاب الله وتعلمه وتدبره ومعرفه معانيه والدعوه اليه وتبليغه وتعلم حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وتعلم الاحكام الفقهيه خاصه تلك المتعلقه بمسائل التوحيد ومسائل الصلاه ومسائل الصوم والزكاه حتى يصحح المسلمون عبادتهم ووضوؤهم ومعاملاتهم والا نكتفي بمتابعه الاخبار مع الغفله عن الاذكار والادعيه واسباب تقويه الايمان والتواصل فيما بيننا لابد لنا ان نكون فاعلين وليس مجرد مستقبلين لان الخير والعلم والنور اذا لم ياتي من جماعه المسلمين فمستحيل ان ياتي من غيرهم وما يستقبل من غيرهم ليس سبيلا للنجاه ولا الى التقرب الى الله والابتعاد عن النار والنجاه من عذاب الله وانما هي معلومات احيانا صادقه واحيانا كاذبه عن اخبار ووقائع وليست احكاما شرعيه يوثق بها، يستفاد منها وينتفع بها في الاخره


ونحن ايضا مدعوون الى الاستمرار في عملنا الدعوي وتحمل المشاق والصبر و السعي الى هدايه الناس الى الحق من دون توقف او كلل او عجز او ملل او وهن وتحمل ما سوف نلاقيه في الطريق لانه طريق النبوه وطريق الصالحين وقد علمتم ما لقيه اسلافنا في هذا الطريق فمن كان يريد اسلاما وجنة من غير صبر على الاذى من غير مشقه من غير تحمل للعبادات ومشقاتها فانه يطلب مستحيلا لان جبريل عليه السلام لما نظر الى الجنه بعد ان امره الله سبحانه وتعالى بذلك فظن ان لا يبقى احد سمع بها الا دخلها ثم حفت الجنه بالمكاره فنظر اليها جبريل عليه السلام مره اخرى فظن ان لا يدخلها احد ولما نظر عليه السلام الى النار قبل ان تحف بالشهوات ظن ان لن يسمع بها احد فيدخلها فلما حفت بالشهوات ونظر اليها ظن ان لا ينجو منها احد فلذلك ليس الطريق الى مرضاة الله والفوز بجنته مفروشا بالورود كما يحسبه كثير من الناس وخاصه اهل زماننا هداهم الله


والحمد لله وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد

 
 
 

المنشورات الأخيرة

إظهار الكل
التدريس العتيق

السؤال: نحن بصدد إفتتاح التسجيل بالباك الحر هذا الموسم، ما رأيكم بفكرة للأعضاء بأن يترشحو لدراسة مسلك التعليم الأصيل شعبة العلوم الشرعية كي ندرس الفقه الإسلامي. الإجابة: الحمد لله وبعد، مأجور إن شاء

 
 
 
الجهمية المعاصرون

لماذا نقول عنهم جهمية؟ الحمد لله وبعد، نقول عنهم جهمية لأنهم وافقوا قول الجهمية في مسألة الإيمان، كيف ذلك؟ من المعلوم أن الأقوال في تعريف الإيمان ثلاثة، قول أهل السنة والجماعة، قول المرجئة وقول الجهمي

 
 
 
هل نحن خوارج؟

بسم الله الرحمن الرحيم، يوجد عدة فروق بين جماعة المسلمين والخوارج : ١. جماعة المسلمين لا تكفر صاحب الكبيرة فيما دون الشرك والخوارج يكفرون العاصي صاحب الكبيرة. ٢. جماعة المسلمين لم تخرج على إمام المسلم

 
 
 

تعليقات


جماعة المسلمين وإمامهم

البريد الإلكتروني: Imamabounacer@gmail.com

الهاتف : 00212661707896

  • بيعة الإسلام لله
  • جماعة المسلمين وإمامهم
  • Telegram
  • الصفحة الرسمية على فيسبوك
  • وتساب
bottom of page