top of page
بحث

الصفح عن الأذى

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وبعد


فإن ربنا سبحانه بين لنا في كتابه كل ما يصلح أمورنا وبلغنا رسوله صلى الله عليه وسلم وعلمنا وامرنا ونهانا فما يصلح لنا الا ان نقول سمعنا واطعنا.


عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت : ما خُيِّر رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين إلا أخذ أيسرهما ما لم يكن إثما ، فإن كان إثما كان أبعد الناس منه ، وما انتقم رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه إلا أن تنتهك حرمة الله فينتقم لله بها. رواه البخاري ومسلم.


فدلنا هذا الحديث على أمور منها :

١- أن الإنتقام للنفس ليس من خلق الرسول صلى الله عليه وسلم

٢- أن الإنتقام لله اذا انتهكت محارمه سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم


و إذا لحق المسلم من الكفار أذى لأجل دينه باللسان او اليد فيشرع له الصبر والعفو والصفح. قال الله تعالى : " ودَّ كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفاراً حسداً من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بأمره إن الله على كل شيء قدير " وقال " اصبر على ما يقولون واهجرهم هجرا جميلا ".


هذا ما لم يكن في العفو إذلال للمسلم أو تحميله ما لا يتحمله، أو كان الجاني لا يرتدع عن فعلته اذا عفي عنه ويعود الى الأذى مرة بعد مرة فيشرع لك زجره ورد الأذى عن نفسك.


فإذا كان الأذى متعلقا بتنقيص دين الله فينبغي رد الشبهة وقمع البدعة وبيان الحق وإظهار الدين وإعلاء كلمة الله وإشهار سيف الحجة وقطع ألسنة الباطل.


وفي حال تعلق الأمر بمال أو أرض فلو عفى المسلم للكافر عن بعض المال أو الأرض أو المتاع كان ذلك فضلا منه، ومن المعلوم أن التصدق على الكافر أمر مشروع. وإذا أمكنك استرداد حقك بغير مفاسد فلك ذلك ولا إثم عليك.


وهنا قاعدة جليلة وهي ان الشريعة جاءت بالفضائل والخير والمصالح، فكل ما ثبت انه مصلحة راجحة فهو من دين الله، لكن الناس يختلفون في تقدير المصالح والمفاسد. ونصوص الشريعة تبين كل ما هو مصلحة، والنبي صلى الله عليه وسلم كان يقول للمسلمين "استفت قلبك" ويقول " الإثم ما حاك في النفس وكرهت ان يطلع عليه الناس" ويقول "اذا لم تستحي فاصنع ما شئت".


وبكل ذلك نقول اذ صح نقله عن الصادق في قوله وعمله وتبليغه عن ربه، المصدوق الذي يأتيه الوحي من ربه. فالمسلم يسعى لكل ما فيه خير ومصلحة وإحسان.



والحمد لله وبالله التوفيق ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم




المستقوي بالله

جماعة المسلمين

 
 
 

المنشورات الأخيرة

إظهار الكل
التدريس العتيق

السؤال: نحن بصدد إفتتاح التسجيل بالباك الحر هذا الموسم، ما رأيكم بفكرة للأعضاء بأن يترشحو لدراسة مسلك التعليم الأصيل شعبة العلوم الشرعية كي ندرس الفقه الإسلامي. الإجابة: الحمد لله وبعد، مأجور إن شاء

 
 
 
الجهمية المعاصرون

لماذا نقول عنهم جهمية؟ الحمد لله وبعد، نقول عنهم جهمية لأنهم وافقوا قول الجهمية في مسألة الإيمان، كيف ذلك؟ من المعلوم أن الأقوال في تعريف الإيمان ثلاثة، قول أهل السنة والجماعة، قول المرجئة وقول الجهمي

 
 
 
هل نحن خوارج؟

بسم الله الرحمن الرحيم، يوجد عدة فروق بين جماعة المسلمين والخوارج : ١. جماعة المسلمين لا تكفر صاحب الكبيرة فيما دون الشرك والخوارج يكفرون العاصي صاحب الكبيرة. ٢. جماعة المسلمين لم تخرج على إمام المسلم

 
 
 

تعليقات


جماعة المسلمين وإمامهم

البريد الإلكتروني: Imamabounacer@gmail.com

الهاتف : 00212661707896

  • بيعة الإسلام لله
  • جماعة المسلمين وإمامهم
  • Telegram
  • الصفحة الرسمية على فيسبوك
  • وتساب
bottom of page