السر والجهر في الدعوة
- جماعة المسلمين وإمامهم

- 27 يونيو
- 4 دقيقة قراءة
السر والجهر في الدعوة
أبو عمر: السلام عليكم ورحمة الله يا إمام لي موضوع مهم أريد أن أسألك فيه يتعلق بدعوة أهل الكتاب إلى دين الله الإسلام . هل نحن مقصرين تجاه الدعوة ؟ و هل دعوة الناس إلى دين الله يشترط لها القدرة و الاستطاعة ؟
س٢ : وهل الذي دعى أقاربه إلى الإسلام ثم توقف عن دعوة أخرين أنه مقصر و يأثم و يعاقب على ذالك ؟
س ٣: و هل الصحابة لما جهروا باءسلامهم أمام المشركين كانوا جماعة يعني مجتمعين أو كانوا فرادى ؟ مع العلم أننا إذا إجتمعنا نحن كمسلمين يكون ذالك أفضل من من حيث تقوية العزيمة في دعوة الناس إلى الإسلام يعني يكون أشجع من حيث يذهب الحياء و الخوف في الدعوة إلى دين الله .
أبو عمر: إمام توضيح فقط لسؤال ٣ أقصد هل الصحابة لم يتعرضوا لضرب و التعذيب إلا بعدما أعلنوا جماعة و ليسوا أفرادا الدعوة إلى دين الله؟
وعليك السلام ورحمه الله وبركاته يا ابا عمر مرحبا بك من الجيد انك تطرقت الى هذا الموضوع فالدعوه الى دين الله سبحانه وتعالى فرض عين على كل مسلم ان يدعو سرا وعلانيه العشيره الاقربين والناس اجمعين كل من لم تبلغه دعوه الجماعه فتبليغ الاسلام اليه واجب على من قدر على ذلك وعندما نتكلم عن القدره فهي متعلقه بالاحوال الماديه والجسديه يعني ان يسلم المرء من الخوف على نفسه ومن يعول من التلف والهلاك فلا يترك التكسب كليا وان يسلم من الآفات المانعة من التواصل السليم ومن شدة المرض وليس عدم القدره بمعنى الخوف او الاستحياء فهذا منافي للتوكل الواجب في اداء ما افترضه الله سبحانه وتعالى على العباد فالتوكل عباده والدعوه عباده والقتال في موضعه عباده ولا عذر بالخوف لان هذا من صفات النفاق و ضعف القلب ومرض القلب فالله سبحانه امر المسلمين في موضع القتال ان يقاتلوا ولم يقبل النبي صلى الله عليه وسلم البيعه من ابن الخصاصيه لما اعتذر الى النبي صلى الله عليه وسلم بالخوف من القتال ولم يقبل منه البيعة الا على كل ما افترضه الله عز وجل.
اما بالنسبه للسؤال الثالث فان الصحابه رضوان الله عليهم كانوا يدعون الى الاسلام الى دين الله و دين الله هو الجماعه فمن اظهر منهم الاسلام فقد اظهر الجماعه ومن دعا سرا فقد دعا سرا الى الجماعه والدعوه فرض عين كما قلنا على كل رجل من المسلمين ان يدعو الناس وهذا ما كان يفعله الصحابه بحيث يدعون الى دين الله عز وجل بدءا بعشيرتهم الا ان يكون هناك من بلغتهم الدعوه من افراد او جماعه فلا يجب اعادة دعوتهم على باقي المسلمين يكفي ان يدعوهم رجل واحد من المسلمين و لذلك فان جهر النبي صلى الله عليه وسلم امام قريش اغنى من كان في مكه من المسلمين عن دعوه اولئك الذين دعاهم الرسول صلى الله عليه وسلم عن ابن مسعود : أوَّلُ من أظهَرَ إسلامَه سَبعةٌ: رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وأبو بكرٍ، وعَمَّارٌ، وأمُّه سُمَيَّةُ، وصُهَيبٌ، وبِلالٌ، والمِقْدادُ؛ فأمَّا رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فمنَعَه اللهُ بعَمِّه أبي طالِبٍ، وأمَّا أبو بكرٍ فمَنَعه اللهُ بقَومِه، وأمَّا سائِرُهم فأخَذَهم المشرِكونَ فألبَسوهم أدراعَ الحديدِ وصَهَروهم في الشَّمسِ، فما منهم إنسانٌ إلَّا وقد واتاهم على ما أرادوا إلَّا بلالٌ؛ فإنَّه هانت عليه نَفْسُه في اللهِ، وهان على قَوْمِه، فأعطَوه الوِلْدانَ وأخَذوا يَطوفون به شِعابَ مكَّةَ وهو يقولُ: أَحَدٌ أَحَدٌ. رواه احمد وابن ماجه.
هذا بالنسبه لمن كان داخل مكه اما من كان من خارج مكه وبايع الرسول صلى الله عليه وسلم فانهم قد تحملوا عبء الدعوه الشامله لقومهم ومن هؤلاء ابو ذر الغفاري والطفيل بن عمرو الدوسي وضرار الازدي رضوان الله عليهم
الخلاصه اذا انه يجب على المسلمين ان يتحملوا عبء الدعوه كل من مكانه وموقعه ويبداوا بتبليغ عشيرتهم اولا ثم تكون منهم طائفه تبلغ القوم وتظهر الاسلام الى ان ياتي وقت الاظهار العام وقد يكون ذلك حين اكتمال ٤٠ رجلا ممن تجب عليهم الجمعه في بلدة لأن هذا العدد هو الذي تجب عند اكتماله في بلدة الجمعه على مذهب الامام الشافعي ، وقد يكون قريبا من ذلك والمقصود ان يأمن المسلمون على الدعوة من ان تجثت لان واحد واثنان وعشرة اسهل على الجاهلية في الاجتثات من اربعين. و الله تعالى اعلم
وعليك السلام ورحمة الله وبركاته يا أبا عمر مرحبا بك وبارك الله فيك وفي أهل الجماعة الثابتين الراسخين.
وبعد، فقد أوذي خواص المسلمين الذين اظهروا الاسلام اولا كما في الحديث
عن ابن مسعود : أوَّلُ من أظهَرَ إسلامَه سَبعةٌ: رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وأبو بكرٍ، وعَمَّارٌ، وأمُّه سُمَيَّةُ، وصُهَيبٌ، وبِلالٌ، والمِقْدادُ؛ فأمَّا رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فمنَعَه اللهُ بعَمِّه أبي طالِبٍ، وأمَّا أبو بكرٍ فمَنَعه اللهُ بقَومِه، وأمَّا سائِرُهم فأخَذَهم المشرِكونَ فألبَسوهم أدراعَ الحديدِ وصَهَروهم في الشَّمسِ، فما منهم إنسانٌ إلَّا وقد واتاهم على ما أرادوا إلَّا بلالٌ؛ فإنَّه هانت عليه نَفْسُه في اللهِ، وهان على قَوْمِه، فأعطَوه الوِلْدانَ وأخَذوا يَطوفون به شِعابَ مكَّةَ وهو يقولُ: أَحَدٌ أَحَدٌ. رواه احمد وابن ماجه.
وكما يوجد من اظهر الاسلام حينها يوجد كذلك من اخفى، ولكن هذا الاخفاء كان ماذونا به لبعض المسلمين دون عامتهم في المرحله الاولى من الدعوه وبعد فتره فرض على المسلمين جميعا اظهار دينهم واعلان اسلامهم والجهر بدعوتهم
وبعد هذا الاظهار تعرض عامة المسلمين للاذى من المشركين وللحصار فهاجر المسلمون الى الحبشه للابتعاد عن المشركين واذاهم وكانوا يظهرون دينهم في الحبشه
قال الطبري حدثني المثنى، قال: ثنا إسحاق، قال : ثنا أبو أسامة، قال: ثنا موسى بن عبيدة، عن أخيه عبد الله بن عبيدة قال: مازال النبيّ مستخفيا حتى نـزلت ( فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ ) فخرج هو وأصحابه.
والصحابه رضوان الله عليهم كانوا يدعون الى الاسلام الى دين الله و دين الله هو الجماعه فمن اظهر منهم الاسلام فقد اظهر الجماعه ومن دعا سرا فقد دعا سرا الى الجماعه
و ليجتهد كل منا في بيان الحق والدعوه اليه بالوسائل المكتوبه والمباشره فهذا الزمان زمان الغربه وهذه الدار دار كفر ولابد للمسلمين من التوفيق بين الحاجات الاساسيه وبين الدعوه الى الله عز وجل وباقي الفرائض وليس مثل دار الاسلام حيث يوجد بيت مال للمسلمين يوفر لطلبه العلم الفرصه للتفرغ لطلب العلم وللدعاة والمجاهدين والامراء ان يتفرغوا لمهامهم الدعويه والتدبيريه والقتاليه فاليوم لا يوجد لدينا بيت المال ولكن كل يبذل جهده ويوفق بين الحاجات الاساسيه التي قد يكون تحصيلها اصبح في هذا الزمان اصعب مما مضى ولكن مع ذلك فان هذه الحاله عامه وليست حاله خاصه بالمسلمين فقط لذلك وجب علينا كمسلمين الاستفاده من هذه المعطيات وبذل المجهود والاهتمام بالاخره مع مراعاه الظروف وخصوصيات كل حاله على حده فمن وجد في نفسه القوه والنشاط يبدل ما يستطيع في سبيل الدعوه ومن وجد في نفسه القدره على التحصيل العلمي وحسن البيان يبذل كذلك قصارى جهده ومن وجد في نفسه الدرايه بالمعلوميات ووسائل التكنولوجيا يسخرها في سبيل الدعوه لا يكلف الله نفسا الا ما اتاها والناس متفاوتون في الادراك وفي العلم وفي البدن وفي المال فكل يعمل حسب ظروفه وخصوصياته مع ان الهدف واحد والسبيل واحد والمنهج واحد والطريقه واحدة
والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد


تعليقات