الحرب العالمية الثالثة على الأبواب
- جماعة المسلمين وإمامهم

- 24 مايو
- 3 دقيقة قراءة
بسم الله الرحمن الرحيم
كيف نتصرف في حال نشوب فتن محلية أو حروب عالمية؟
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على رسول الله وعلى آله الطيبين ورضي الله عن صحبه أجمعين.
١. إنَّ جماعة المسلمين، بما أنها تمثل الامتداد الحقيقي للنبوة، ملزمة باتباع المنهج النبوي والسنن الشرعية في التعامل مع الفتن، لا سيما ونحن نعيش في زمن تتسارع فيه الأحداث، وتتشكل فيه ملامح عالم جديد تسقط فيه التحالفات القديمة وتتفكك فيه المنظومات الدولية التي طالما حكمت المشهد لعقود.
٢. قال النبي صلى الله عليه وسلم: "فَاعْتَزِل تِلكَ الفِرَقَ كُلَّهَا، ولو أن تَعَضَّ بأصل شجرة حتى يُدرِكك الموت وأنت على ذلك" (رواه البخاري ومسلم). وهذا يشمل جميع الفرق المنتسبة للإسلام فكيف بفتن الكفار، فلا يجوز الدخول فيها، ولا المشاركة فيها لا قولًا ولا فعلًا، ومن أكره على القتال ضد أحد الفريقين من الكفار فإننا لا نُكْفِرُه، ولكن نذكره بقوله تعالى:
لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ ۖ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ
إِنِّي أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ ۚ وَذَٰلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ
وقوله تعالى:
قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ ۖ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ
٣. جماعة المسلمين لا تدخل في الاصطفاف بين دول كافرة، ولا تساند جهة على أخرى، حتى وإن كانت قلوبنا تميل لمن هو أقرب لدعوة الرسل وأقل عداء للإسلام، لكن ذلك لا يبيح لنا أن نخوض في المعارك لا بالإعلام ولا باللسان ولا بالسلاح. بل الحياد موقفنا، والتعبير عن الفرح بانتصار جهة على أخرى يجب أن لا يُفصح عنه إذا كان فيه خطر على الجماعة واستفزاز لأحد طرفي الصراع.
٤. يجب على أفراد الجماعة السعي قدر الإمكان للابتعاد عن التجنيد الإجباري، أو الوظائف التي تفرض عليهم المشاركة في أعمال قتالية أو ولاء لأنظمة لا تحكم بما أنزل الله. كما يجب الحرص على تجنب الفعاليات الرسمية التي تطبعها التبعية الفكرية أو الولاء السياسي.
٥. في ظل غياب الشفافية وارتباط كثير من اللقاحات بالسياسات العالمية المشبوهة، فالحذر واجب، لا سيما إن ثبت أن بعض اللقاحات تُستخدم في التتبع أو الإضرار.
٦.
• يجب على جماعة المسلمين حفظ العلم وتدوين الدروس والرسائل.
• طباعة كتب السلف في العقيدة والإيمان وأصول الفقه والسنة.
• نسخ أشرطة الجماعة ومحاضراتها ومقالاتها على أقراص صلبة لحفظها في حال قطع الإنترنت.
٧. قد لا يرى البعض منا التمكين في حياته، لكن يُرجى له الأجر، وقد ثبت ان التمكين وسواد العدل زمن المهدي يكون بعد مقتل الإمام. والقتل في سبيل الله شرف لنا وندعو الله أن يرزقنا شهادة تؤكد صدق دعوتنا وتحيي القلوب الميتة ويبعث الله بها الأمة الى تمكينها وعزها.
٨. إذا تعذر التواصل مؤقتا مع إمام المسلمين، فالواجب أن يثبت المسلم على البيعة، ويدعو إلى الله، ويعمل بما علم حتى يظهر الله جماعة المسلمين ويكون له السبيل للهجرة و الاجتماع في دار الإسلام، ولا ينقض العهد، فإنها أمانة عظيمة.
٩. ولو اندلعت حرب عالمية ثالثة، فليعلم الموحد أن الله ناصر أوليائه، وأن النجاة للذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم. ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب، ولنعلم أن عسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم، لنا في اشتغال الكفار ببعضهم البعض اعظم فرصة من اجل بناء الجماعة واتساع رقعتها وخلو طريقها الى حد كبير من المعيقات والضغوط.
١٠. لا يجوز الانسياق خلف المشاهد المؤلمة لنخرج عن منهج الكتاب والسنة. بل يجب ضبط العاطفة لتكون خادمة للدين، وليست مبعدة عنه، ومعرفة أن طريق الحق أصح وأقرب وافضل طريق لنشر الخير ورفع الظلم وحفظ الانفس وتحقيق العزة والأمن وتحقيق المصالح ودفع المفاسد.
١١.
• تثبيت الدروس العلمية التي تخفف عنا غربة الدين وسط الجاهلية.
• توعية المسلمين بعدم الانسياق وراء الرايات العمية وأئمة الضلالة.
• تأمين العمل الدعوي وضمان اكبر قدر ممكن من الخصوصية حتى لا يتعرض الأفراد ولا الجماعة للاختراق وعرقلة المسار وتثبيط الجهود.
١٢. نحن نؤمن أن الله ناصر دينه، مظهر أمره، ولو بعد حين. وإن لم يُكتب لنا العيش في زمن المهدي، فحسبنا أننا نُعد الأرض له، ونُثبت دعائم جماعته، وندعو إلى ما دعا إليه الرسل جميعًا: "أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ". نسأل الله الثبات والموت على التوحيد.
وصلى الله على رسول الله وعلى آله الطيبين ورضي الله عن صحبه أجمعين.


تعليقات