top of page
بحث

التبديل تحت ضغط الواقع

التبديل تحت ضعط الواقع

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أما بعد:

 خطورة التراجع في الدين:

عباد الله، إن قومنا قد شرعوا تحت ضغط الواقع إلى عمل التغييرات، وإجراء التبديلات في أحكام الدين لأجل مسايرة من حولهم، فانهم لم يقتصروا على المعصية بل عملوا التبديل والتحريف، فإن العاصي الذي يفعل ما يفعل -وهو مقر بالحكم الشرعي- لا يستوي عند الله مع الذي يقول: إن الدين ليس هكذا، فيحل ما حرم الله، ويبدل ويغير، ويزعم أن هذا هو الحكم الذي أنزله الله، وأن الدين يبيح هذا الأمر.

ونحن المسلمون لا يجوز لنا بأي حال من الأحوال أن نرضى بأي تغييرات في أحكام الدين، وإن شاعت هذه التغييرات بين أهل الكتاب وروجت في الفضائيات على أنها من دين الإسلام.

 الثبات على الدين نعمة:

عباد الله، لقد قال الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم: وَلَوْلاَ أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلاً إِذاً لَّأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ سورة الإسراء:74-75، والله سبحانه وتعالى أعلم نبيه عليه الصلاة والسلام بأن القضية قول فصل، وليس بالهزل، وعندما عرض عليه الكفار شيئاً من المبادلة في المواقع، وقالوا: نعبد إلهك سنة، وتعبد إلهنا سنة، عرضوا عليه أنصاف حلول وأرضية مشتركة للتعايش السلمي! قالوا تعبد إلهنا سنة، ونعبد إلهك سنة: وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ سورة القلم:9، تتراجع أنت ويتراجعون هم، وتصلون إلى حل وسط، قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ سورة الكافرون:1، تصريحا بكفرهم، وإعلانا بعداوتهم، واتخاذا للموقف الصريح منهم: قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَّا عَبَدتُّمْ * وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ سورة الكافرون:1-5، تكرار وإصرار على الثبات على الأصل وعدم التراجع، وإعلان المفاصلة لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ سورة الكافرون:6،

 ثبات أهل الباطل على باطلهم:

عباد الله، إذا كان الكفار يثبتون على دينهم الباطل، و قَالُواْ أَجِئْتَنَا لِنَعْبُدَ اللّهَ وَحْدَهُ وَنَذَرَ مَا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا سورة الأعراف:70، و قَالُواْ يَا صَالِحُ قَدْ كُنتَ فِينَا مَرْجُوًّا قَبْلَ هَذَا أَتَنْهَانَا أَن نَّعْبُدَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا سورة هود:62، و قَالُواْ أَجِئْتَنَا لِتَلْفِتَنَا عَمَّا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا سورة يونس:78، أفلا يكون الأجدر بكم يا أهل الإسلام أن تتمسكوا بما أنتم عليه من الحق، وتتبرأوا هؤلاء الذين يريدون السير على منوال اليهود والنصارى، ويستجيبون لدعوتهم، ويتأثرون بضغوطهم.

 حتى أنهم صاروا ينادون بضرورة التآخي والتقارب بين الأديان، تحت عنوان السلام العالمي، وإنما هو استسلام وخضوع وردة. فإذا كان اليهود يقولون: عزير ابن الله، ويقولون: يد الله مغلولة، ويقولون: إن الله فقير ونحن أغنياء، وإذا كان النصارى يقولون: المسيح ابن مريم هو الله، أو هو ابن الله، أو هو ثالث ثلاثة، فكيف يكون التقارب مع هؤلاء ؟! التقارب مع اليهود والنصارى هو كفر بالله عز وجل، التقارب معهم خروج عن الإسلام؛ لأن الله أنزل ديناً لا يقبل غيره، وأنزل شرعاً لا يرضى بتبديله، ولا بالتنازل عن شيء منه.

وقد بلغ منهم ان خرجوا في الفضائيات والقنوات ليقولوا أن المسيحيين إخوان المسلمين، و أن مودة المسلم لغير المسلم لا حرج فيها مستدلين بقوله تعالى :إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ سورة الحجرات:10والله عز وجل بين أن اليهود والنصارى كافرون وقال " من يتولهم منكم فانه منهم ".

أيها المسلم، إنك إذا شُتم أبوك أوأمك غضبت واشتد غضبك، فهل ترضى بأن يسب الإله أمام عينيك؟! إذا كان الإنسان يغار على عرضه فهو أحق أن يغار على دينه؟! إذا انتقص منهم شيء غضبوا، وإذا سلب منهم مال قاموا وفزعوا، وإذا انتقص من دين الله سكتوا ورضوا ؟! فأي خير في قوم هذه طريقتهم؟!

 تنازلات في الدعوة إلى الله:

عباد الله، إن من أسوأ أنواع التنازلات التنازل في الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى، تحت مسمىً التأقلم مع الواقع.

 فلو قيل التأقلم مع الواقع أو مسايرة العصر بالانتقال من استعمال الجمل إلى ما خلق الله من المراكب و السيارات، فهذا جيد، لأنه تأقلم بما أباح الله، في أمور الدنيا،  لكن ان يقال تأقلم ومسايرة بتغيير أحكام الدين من الحلال الى الحرام او العكس فهذا ما لا يقر عليه مخلوق.

فأي دين عند من يسمع حديث البخاري: (لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة) فيقول: هذا لا يتماشى مع الواقع، وحرية المرأة، والمساواة...الخ. أو يأتي إلى حديث: (لا يقتل مسلم بكافر) ، فالمؤمن والكافر لا يستويان عند الله، يقول: هذا الحديث لا يصلح لهذا الزمان. سبحان الله! صار الزمان عندهم هو الحاكم، والواقع هو المسيطر، والتشريع يؤخذ من الواقع، وليس العكس.

فتحت ثقل الواقع يرزح هؤلاء، فتراجعوا عن أحكام الدين، وشوهوا الإسلام، ونقضوا عرى الشريعة عروة عروة باسم التأقلم والمسايرة والتماشي، ليس في الأمور الدنيوية، وإنما في الأمور الدينية، الشرعية التعبدية.

دور الإمام:

إن الحفاظ على الدين من التحريف والتبديل في دار الإسلام هو دور الإمام فكل فرد من المسلمين ملزم باتباع دين واحد اعتقادا وعملا، والزام الناس بهذا الدين من صلاحيات الإمام المسلم. لكن كما هو مشاهد عند أهل الكتاب، فإن الناس بدلوا وغيروا فصار منهم الصوفي ومنهم الكركري ومنهم القرآني ومنهم الشيعي و الإخواني و السلفي ومنهم القتالي ومنهم الاشتراكي و الملحد والمتنصر. هذا كله دون ان يتدخل رئيس البلد لبيان الحق وموالاة أهله وإنكار الباطل ومعاداة الكافرين، بل هو مجرد دمية يحرص على تمرير وتنفيذ القوانين التي وضعها الصهاينة ووكلاءهم، والتي تحرص على ابقاء الوضع القائم ان لم تزده سوءا.

إن من مهمات الإمام إقامة الحدود على المعتدين وأخذ الحق من الظالمين ، و الزام الاغنياء بالزكاة وردها على الفقراء، وتأمين الطرقات، و سد الثغور ، وجهاد العدو وغزو الكفار وضرب الجزية على اهل الكتاب وقسم الغنيمة والفيء، ومن مهامه قمع المبتدعين والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر باليد والقلب واللسان.

من مهمات الإمام المسلم فصل الخصومات بالكتاب والسنة ووضع المناهج التعليمية ، الموافقة لدين التوحيد ، وكبت المتفلسفة واصحاب الاهواء ، واقامة المستشفيات وفق ضوابط الشرعية، كي تستر العورات وتحفظ الأعراض، ومن مهامه توجيه الأمة الى الخير في حلق العلم وخطب الجمعة واظهار الدين وكسر قيود الشياطين.

أيها المسلم احفظ عني هذه الأبيات النابعة من القلب والمنطوقة باللسان والمتبعة بتوفيق الله وسع الإمكان :

 لا لا يا طاغوت لست إمامي ، إن قيل خارجي أو قيل ظلامي ، إني أكلمك فهل تسمع كلامي ، في ملكك فساد كبير متنامي ، شرك وسحر وتحليل الحرام ، وسب واستهزاء وموالاة .. تلك نواقض الإسلام ، ومثلكم من شك في كفركم أو غير الأسامي ، لوموا أنفسكم فإني بتكفيركم غير ملام ، عاهدت الله أن أكفر بكم ويصح إسلامي ، بيعتي كتاب وسنة وما اتفقت عليه جماعة الإسلام ، دعوة وتوحيد وشريعة وإمامة الإمام ، وكفر بالطاغوت وإيمان بالملك القدوس السلام ، واتباع شرع محمد به يصح أول الأركان ، ثم صلاة وزكاة وصوم وحج بيت الله الحرام ، اعتقاد وقول وعمل شرط لصحة الإيمان ، واعتزال كل مرتكس يوالي في الأوطان ، يصلي في مساجدهم كعابد الأوثان ، إن الإسلام جسد واحد كمتراص البنيان ، فاسألوا من يخبركم هل لجسد من رأسان؟ ، إن بويع لخليفتين فاقتلوا منهم الثاني ، هذا ما جاء به الأمر في الأحاديث الحسان ، عن مسلم صاحب الصحيح ثاني الشيخان ، فلا تسألن بعده ابن باز والعثيمين ولا الألباني ، هؤلاء قومنا اتخذوهم كالأحبار والرهبان ، منهم جهمي وعاذري و عالم السلطان ، لم يكفرهم وهم لم يكفروا عابد الأصنام ، يدعو الميت في قبره وينتسب للإسلام ، وابن باز يكفره لكن يقول بالإمتحان ، وفيها العثيمين معه ويكفر بعد البيان ، والألباني ثالثهم قصر الكفر على الجحدان ، فإن تحسن تعدهم فكم تلك من الأديان؟ ، بلا إمام تكن لكم أديان بعدد الجهلان ، وكلمات يوسف قالهن إنه ابن الكرام ، أأرباب متفرقون خير أم خالق الأنام ؟.

اللهم إنا نسألك أن تفقهنا في ديننا، وأن تبصرنا بشرعك يا رب العالمين، اللهم اجعلنا بدينك مستمسكين، اللهم إنا نسألك السلامة والعافية يا أرحم الراحمين.

اللهم ارض عنا يا رب العالمين، اللهم وفقنا لهداك، واجعل عملنا في رضاك.

اللهم اجعلنا نخشاك كأنا نراك، وأسعدنا بتقواك، ولا تشقنا بمعصيتك.

اللهم ألهمنا رشدنا، وقنا شر أنفسنا، وأصلح أولادنا وذرياتنا، وبيوتنا يا رب العالمين.

سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.

 
 
 

أحدث منشورات

عرض الكل
مفهوم السلفية

مفهوم السلفية إن الدعوة السلفية في حقيقتها ليست حزبًا من الأحزاب، ولا طائفة من الطوائف التي تتنازع الأسماء وتتناحر على الشعارات، وإنما هي...

 
 
 
حول الحروب الدائرة في العالم

بيان جماعة المسلمين حول الحروب الدائرة في العالم بسم الله الرحمن الرحيم تتابع جماعة المسلمين بتفاؤل الحوارات الجارية بشأن وقف الحروب،...

 
 
 

Comments


جماعة المسلمين وإمامهم

البريد الإلكتروني: Imamabounacer@gmail.com

الهاتف : 00212661707896

  • بيعة الإسلام لله
  • Donate for JM
  • Telegram
  • جماعة المسلمين وإمامهم
  • الصفحة الرسمية على فيسبوك
  • وتساب
bottom of page