top of page
بحث

اقتحام العقبة

اقتحام العقبة



الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله،


أما بعد،


يا معشر التائبين إلى الله،


اعلموا أن التوبة لها ثمنها و اعلموا أن سلعة الله غالية فإن سلعة الله دخول الجنة و النجاة من النار، أدخلنا الله وإياكم الجنة و نجانا من النار. قال الله تعالى " أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ .  وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۖ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ ".


عباد الله، إن الإنسان قبل إسلامه وتوبته يكون في أسفل سافلين، و إسلامه وإيمانه يرفعه إلى أعلى المنازل كما قال الله تعالى " ثم رددناه أسفل سافلين . إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات " وقال " و أنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين " وبين أن يكون المرء في أسفل سافلين، و بين أن يكون من المؤمنين، لا بد له من اجتياز العقبة. قال الله تعالى " فلا اقتحم العقبة . وما أدراك ما العقبة . فك رقبة . أو إطعام في يوم ذي مسغبة . يتيما ذا مقربة أو مسكينا ذا متربة " قيل : شبه عظم الذنوب وثقلها وشدتها بعقبة ، فإذا أعتق رقبة وعمل صالحا ، كان مثله كمثل من اقتحم العقبة ، وهي الذنوب التي تضره وتؤذيه وتثقله .


والناس رجلان، رجل اقتحم العقبة فهو في علو ، يمشي سويا على صراط مستقيم و آخر ساقط متهاوي يمشي مكبا على وجهه تجري به الأهواء أسفل سافلين. قال الله تعالى " وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ ".


عباد الله، إن الداخل إلى الإسلام ينزع على عتبته دين الأب و الجد والأم و الزوجة و الإبن و الأخ و الصديق والخليل و العشير و رئيس العمل و الزبون والأستاذ والمدير والملك والوزير. فإن المسلم لا يضع في عنقه ربقة الإسلام حتى ينزع عنه ربقة الجاهلية و يستبدل المودة التي بينه وبين عشيرته في الكفر، بحب الله و البغض في الله.


وقد أنذر أبونا إبراهيم الخليل عليه الصلاة و السلام قومه من ترك الإيمان بالله لأجل المودة القائمة بينهم في أصنامهم التي يعبدونها وحذرهم من سوء عاقبة فعلهم : " وَقَالَ إِنَّمَا اتَّخَذْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا مَّوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُم بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُم بَعْضًا وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن نَّاصِرِينَ ".


قال الله تعالى " قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ "


فلا ذهاب الآباء و لا الأبناء و لا الأزواج و لا الإخوان ولا العشيرة و لا الأموال و لا التجارة و لا المساكن ينبغي أن يمنع المرء من اعتناق الإسلام و البراءة من الشرك وأهله.


فلتدرك أيها الداعي إلى الله ما تدعو الناس إليه، إنك تدعوهم لأمر عظيم، يفارق فيه دين البشر أجمعين ويوافق فيه القليل المستضعفين، الذين يبذلون لدينهم الأموال و الأنفس والوقت و الجهد مؤتمرين في ذلك بأمر الله " قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين " ، واعلم أن أكثر الناس بعيدون فاسقون عن الإسلام، وأكثرهم للحق كارهون، إنهم كارهون لترك الملاهي، كارهون لترك الشهوات ، كارهون لتحمل المشقة في سبيل الله، كارهون لترك الأصدقاء و الصديقات... كارهون لاقتحام العقبة.


ولو كانت الجنة سهلة المنال لدخلها كل أحد فإن الله لما خلق الجنة قال لجبريل اذهب فانظر إليها فذهب فنظر إليها ثم جاء فقال أي رب وعزتك لا يسمع بها أحد إلا دخلها ثم حفها بالمكاره ثم قال يا جبريل اذهب فانظر إليها فذهب فنظر إليها ثم جاء فقال أي رب وعزتك لقد خشيت أن لا يدخلها أحد قال فلما خلق الله النار قال ياجبريل اذهب فانظر إليها فذهب فنظر إليها ثم جاء فقال أي رب وعزتك لا يسمع بها أحد فيدخلها فحفها بالشهوات ثم قال يا جبريل اذهب فانظر إليها فذهب فنظر إليها ثم جاء فقال أي رب وعزتك لقد خشيت أن لا يبقى أحد إلا دخلها.


المكاره التي حفت بها الجنة، هي تلك التي حف بها الإيمان بالله و الإسلام و التوبة، ومن الأمثلة على ذلك ما لاقاه المسلمون التائبون الذين ذكرهم الله في القرآن. فمنهم اصحاب الأخذوذ النار ذات الوقود التي اقتحمها المؤمنون لما خيروا بينها و بين ترك دين الله فاختاروا اقتحام النار وأبوا ترك الدين، حتى المرأة التي كان لها صبي في المهد فتقاعست أن تقع به في النار ، فتكلم صبيها و قال يا أماه اصبري إنك على الحق. و ماشطة ابنة فرعون التي ألقي أولادها الواحد تلو الآخر في قدر يغلي ولها صبي مرضع فتقاعست لأجله فنطق وقال يا أمه اقتحمي فإن عذاب الدنيا أهون من عذاب الآخرة، فاقتحمت.


لقد اقتحم العقبة سحرة فرعون لما آمنوا رغما عن فرعون وتهديده ووعيده بتقطيع أيديهم وأرجلهم " قَالَ آمَنتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ ۖ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَسَوْفَ تَعْلَمُونَ ۚ لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ . قَالُوا لَا ضَيْرَ ۖ إِنَّا إِلَىٰ رَبِّنَا مُنقَلِبُونَ . إِنَّا نَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لَنَا رَبُّنَا خَطَايَانَا أَن كُنَّا أَوَّلَ الْمُؤْمِنِينَ " لقد علموا رحمهم الله، أن ما كانوا عليه من كفر و سحر هي خطايا و علموا أن ما يصيب العبد من البلاء فهو بسبب الخطايا وكفارة لها، فآثروا عقاب الدنيا على عذاب الآخرة.


وما من مؤمن ولا مؤمنة إلا اقتحمها ، فهذا بلال وعمار وصهيب رضي الله عنهم ، أوذوا في الله من قبل المشركين في مكة، وهذا أبو بكر الصديق ، أعتق بلالا بمال كثير وواسى رسول الله صلى الله عليه وسلم بماله حيث قال عليه الصلاة والسلام : وما نفعني مال أحد قط ما نفعني مال أبي بكر.


ومن الأمثلة المشرقة للبذل والعطاء في سبيل الدين، والتي رفع ذكرها القرآن العظيم، رجل صدع بالحق في وجه قومه !!! بعد أن كذبوا رسل الله وهددوهم بالرجم والعذاب الأليم، فقال لهم " إني آمنت بربكم فاسمعون " فقتلوه، فأدخله الله الجنة شهيدا في سبيله وجعله من المكرمين، وأنزل الله العذاب بقومه الكافرين. وفي الحديث : ( خير الشهداء رجل قام إلى إمام جائر فأمره ونهاه، فقتله). و ( مَا يَجِدُ الشَّهِيدُ مِنْ مَسِّ الْقَتْلِ، إِلَّا كَمَا يَجِدُ أَحَدُكُمْ مَسِّ الْقَرْصَةِ ).


وروي عن سعد بن أبي وقاص أنه قال : كنت بارا بأمي فأسلمت فقالت : لتدعن دينك أو لا آكل ولا أشرب حتى أموت فتعير بي ويقال يا قاتل أمه وبقيت يوما ويوما فقلت : يا أماه لو كانت لك مائة نفس فخرجت نفسا نفسا ما تركت ديني هذا ، فإن شئت فكلي وإن شئت فلا تأكلي . فلما رأت ذلك أكلت ، ونزلت : ووصينا الإنسان بوالديه حسنا وإن جاهداك لتشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما.


فهكذا ينبغي للمؤمن أن يكون، فلا يتعتع في دينه و لا يتردد في الثبات على الأمر، ولا تزعزعه الزلازل والقلائل.


وهذه الأعمال الصالحة والإبتلاءات المانحة هي ما يكفر به الله الخطايا ويمتحن به الصادق في توبته من الكاذب

قال الله تعالى " لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا ۚ وَإِن تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَٰلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ " وقال " وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ . الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ . أُولَٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ".


...


عباد الله،


أمامكم أمثلة حية للإبتلاءات التي تصيب المؤمن ، فهذا إمامكم ابتلي بذهاب الزوجة و الولد والمال، وقد مكر بي الذين كفروا ليسجنوني أو يقتلوني أو يخرجوني كما قال الله تعالى " وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ ۚ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ ۖ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ " فهذه معالم في الطريق نحمد الله أن جعلنا ممن شهدها و رآها. و ها هو الوزير ابتلي بفراق المرأة التي كان سيتزوجها وأسيء إليه في المعهد الذي يدرس فيه حتى رسب، وأنتم تتعرضون للسخرية والصد و محاولات التضليل ، فلا ينجو من أظهر الإسلام و تبرأ من دين الوالدين من هذا أبدا.


وقد قال الله عز وجل " وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ ۖ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ " وقال " وَدَّت طَّائِفَةٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يُضِلُّونَكُمْ وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ ".


وقال سبحانه " وَالْعَصْرِ .  إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ .  إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ " أي تواصوا بالعمل بكتاب الله، والصبر على طاعة الله و الأذى في سبيل الله.


وإذا كان المشركون يصبرون على آلهتهم الباطلة كما قال تعالى عنهم " وَانطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَىٰ آلِهَتِكُمْ ۖ إِنَّ هَٰذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ " وقالوا " إِن كَادَ لَيُضِلُّنَا عَنْ آلِهَتِنَا لَوْلَا أَن صَبَرْنَا عَلَيْهَا ۚ " فالمسلم هو الحقيق بأن يصبر على التوحيد و أن لا يصده عنه صاد و لا يعترض طريقه معترض.


إن ما نتعرض له من البلاء سببه الذنوب، فعن علي رضي الله عنه قال : ألا أخبركم بأفضل آية في كتاب الله عز وجل ، وحدثنا به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : ( وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير ) . وسأفسرها لك يا علي : " ما أصابكم من مرض أو عقوبة أو بلاء في الدنيا ، فبما كسبت أيديكم والله تعالى أحلم من أن يثني عليه العقوبة في الآخرة ، وما عفا الله عنه في الدنيا فالله تعالى أكرم من أن يعود بعد عفوه "


فما يصيبكم أيها الناس من مصيبة في الدنيا في أنفسكم وأهليكم وأموالكم فإنما يصيبكم ذلك عقوبة من الله لكم بما اجترمتم من الآثام ويعفو لكم ربكم عن كثير من إجرامكم, فلا يعاقبكم بها.


و عند أبي قلابة قال : نزلت : " فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره " وأبو بكر يأكل ، فأمسك وقال : يا رسول الله ، إني لراء ما عملت من خير وشر ؟ فقال : " أرأيت ما رأيت مما تكره ، فهو من مثاقيل ذر الشر ، وتدخر مثاقيل الخير حتى تعطاه يوم القيامة ".


ونذكر هنا مسألتان :


الأولى : أن المسلمين ما لم تكن لهم دار إسلام تعلوها أحكام الشريعة، فهم مأمورون بالصبر على الأذى و أن لا يجازوا السيئة بمثلها و الاعتداء بالإعتداء ، مراعاة للتدرج الشرعي الذي شرعه الله لنا.


والدليل قوله تعالى " فاصبر لحكم ربك " و " ولربك فاصبر " و " وَاصْبِرْ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلًا " و" وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ وَدَعْ أَذَاهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ وَكِيلًا ".


والمسألة الثانية : أن سبب إعراض أكثر الناس و مجادلتهم بالباطل وعدم قبولهم الحق ، هو أعمالهم السيئة التي لا يريدون التخلي عنها و أهواءهم وفسوقهم وما كانوا يكسبون.


والدليل قوله تعالى " كَلَّا ۖ بَلْ ۜ رَانَ عَلَىٰ قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ " و " وَإِن جَادَلُوكَ فَقُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَعْمَلُونَ " و " وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ ".


وقوله تعالى " أَمْ يَقُولُونَ بِهِ جِنَّةٌ ۚ بَلْ جَاءَهُم بِالْحَقِّ وَأَكْثَرُهُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ . وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ ۚ بَلْ أَتَيْنَاهُم بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَن ذِكْرِهِم مُّعْرِضُونَ "


قال الطبري : ( يقول تعالى ذكره: ولو عمل الربّ تعالى ذكره بما يهوى هؤلاء المشركون وأجرى التدبير على مشيئتهم وإرادتهم وترك الحق الذي هم له كارهون، لفسدت السموات والأرض ومن فيهن; وذلك أنهم لا يعرفون عواقب الأمور والصحيح من التدبير والفاسد، فلو كانت الأمور جارية على مشيئتهم وأهوائهم مع إيثار أكثرهم الباطل على الحقّ، لم تقرّ السموات والأرض ومن فيهنّ من خلق الله، لأن ذلك قام بالحق ).


وذلك لأن الرسول صلّى الله عليه وسلّم جاءهم بالتوحيد وهم يريدون الشرك والمشركين ، وجاءهم بمكارم الأخلاق، وهم يريدون الرذائل و الشهوات، وجاءهم بالتشريعات العادلة الحكيمة، وهم يريدون التسلط على العباد وقهرهم، وجاءهم بتفضيل المؤمنين المتقين وهم يريدون الإستعلاء بأحسابهم وأموالهم ...


إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما.




المستقوي بالله

جماعة المسلمين وإمامهم

 
 
 

المنشورات الأخيرة

إظهار الكل
التدريس العتيق

السؤال: نحن بصدد إفتتاح التسجيل بالباك الحر هذا الموسم، ما رأيكم بفكرة للأعضاء بأن يترشحو لدراسة مسلك التعليم الأصيل شعبة العلوم الشرعية كي ندرس الفقه الإسلامي. الإجابة: الحمد لله وبعد، مأجور إن شاء

 
 
 
الجهمية المعاصرون

لماذا نقول عنهم جهمية؟ الحمد لله وبعد، نقول عنهم جهمية لأنهم وافقوا قول الجهمية في مسألة الإيمان، كيف ذلك؟ من المعلوم أن الأقوال في تعريف الإيمان ثلاثة، قول أهل السنة والجماعة، قول المرجئة وقول الجهمي

 
 
 
هل نحن خوارج؟

بسم الله الرحمن الرحيم، يوجد عدة فروق بين جماعة المسلمين والخوارج : ١. جماعة المسلمين لا تكفر صاحب الكبيرة فيما دون الشرك والخوارج يكفرون العاصي صاحب الكبيرة. ٢. جماعة المسلمين لم تخرج على إمام المسلم

 
 
 

تعليقات


جماعة المسلمين وإمامهم

البريد الإلكتروني: Imamabounacer@gmail.com

الهاتف : 00212661707896

  • بيعة الإسلام لله
  • جماعة المسلمين وإمامهم
  • Telegram
  • الصفحة الرسمية على فيسبوك
  • وتساب
bottom of page