أنقذوا غزة
- جماعة المسلمين وإمامهم
- 27 أبريل
- 2 دقائق قراءة
أنقذوا غزة
بسم الله الرحمن الرحيم
بلاغ حول مأساة غزة وتشخيص واقع الأمة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله الطيبين، ورضي الله عن صحبه أجمعين.
أما بعد:
فإننا في جماعة المسلمين نستنكر ببالغ الأسى والوجع ما يتعرض له الشعب والعوائل المستضعفة في غزة من تشريد وقتل وتجويع وإبادة ممنهجة، في ظل صمت دولي وعجز عربي مهين. إن ما يحدث في غزة اليوم ليس مجرد معركة، بل هو مرآة صادمة تعكس الحال المأساوي الذي وصلت إليه أمة محمد صلى الله عليه وسلم بسبب تفرقها وخضوعها لسلطان القوانين الوضعية والهيمنة الأممية والكافرة.
لقد صارت أمة المليار عاجزة عن توفير الغذاء والماء لاثنين مليون محاصرين، وعاجزة عن دفع الظلم عن أطفال ونساء وشيوخ غزة، لأن هذه الأمة تركت بيعة جماعة المسلمين والالتفاف حول إمامها الشرعي، وسارت وراء أوهام الحدود القُطرية والقوانين الوضعية والمعاهدات الدولية.
وإنه لمن العار أن يتعرض شعب أعزل للإبادة والمجاعة، بينما الدول الكبرى والصغرى تكتفي بالتصريحات، ولا تتحرك إلا ضمن مبادرات فردية عشوائية لا ترتقي إلى حجم الكارثة.
أين هم عقلاء هذه الأمة؟ أين من يميز الحق من الباطل؟
إن تفرق الأمة وتشرذمها وركونها إلى أعداء الله هو وصمة عار في جبينها، ولا غرو أن نراها اليوم تعاقَب بالذل والهوان كما أخبرنا الله تعالى في محكم كتابه.
وإننا لنشهد أن ما يحدث في غزة اليوم ليس مقاومة شرعية، بل نفخ في النار التي يحترق بها أطفال غزة ونساؤها وشيوخها.
إن قيادة غزة مطالبة بتحمل مسؤوليتها أمام الله، والسعي إلى الحل السياسي والدبلوماسي، وفك الارتباط بالقوى الإقليمية التي لا تزيد الوضع إلا اشتعالًا، وعلى رأسها العدو الإيراني، الذي لم يجلب إلى غزة إلا الدمار والمآسي.
نعم، إسرائيل ومن والاها طغاة معتدون، لكن الحق يُنصر بالوحدة، وبجماعة المسلمين، وبالتحاكم إلى شريعة الله، لا بالمغامرات العسكرية غير المتكافئة التي تعيد العائلات الفلسطينية إلى نقطة الصفر مع كل جولة قتال.
نعم، الأمة كلها مستعمَرة بطريقة أو بأخرى، سواء بالاحتلال العسكري أو بالاحتلال الفكري والقانوني، ولن تقوم لهذه الأمة قائمة إلا برجوعها إلى ربها، واجتماعها تحت راية واحدة، وبيعة واحدة، وتحاكمها إلى كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، تحت إمامة شرعية واحدة.
وعليه، فإن جماعة المسلمين تؤكد على ما يلي:
• تضامنها الكامل مع الجهود الرامية إلى إنهاء الحصار، ووقف إطلاق النار، وحقن الدماء في غزة،
• الدعوة الى توفير الغذاء والدواء لسكان غزة مع مراقبة جودة المواد الغذائية المقدمة والعلاجات الطبية وسلامتها،
• مطالبتها قيادة غزة بتحكيم العقل والشرع، وفك الارتباط بالتحالفات المشبوهة، وعلى رأسها إيران،
• الدعوة إلى تصحيح المسار الجهادي، والانتقال إلى جهاد الكلمة والصبر والوحدة بدل المغامرات المحفوفة بالدمار،
• إعطاء الشعب في غزة حرية الكلمة من اجل التعبير عن رفضه للسياسة الممنهجة للدمار والقتل والترويع التي يعاني منها،
• مساعدة سكان غزة في استرجاع مساكنهم وحياتهم الطبيعية واعادة اعمار القطاع وتقديم مساعدات مباشرة للعائلات،
• التأكيد على أن خلاص غزة، وفلسطين كلها، وخلاص الأمة، لن يكون إلا بالرجوع إلى جماعة المسلمين، والالتفاف حول إمام المسلمين الشرعي، والبراءة من كل من بدل وغير دين الله.
نسأل الله أن يعجل بالفرج عن أهل غزة، وأن يهدي عقلاء الأمة إلى ما فيه عزها وصلاحها، وأن يعيدها إلى صراطه المستقيم.
والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
والسلام عليكم ورحمة الله.
المستقوي بالله
جماعة المسلمين
28 شوال 1446
Comments