top of page
بحث

مفهوم السلفية

مفهوم السلفية


إن الدعوة السلفية في حقيقتها ليست حزبًا من الأحزاب، ولا طائفة من الطوائف التي تتنازع الأسماء وتتناحر على الشعارات، وإنما هي دعوة إلى ما بعث الله به رسوله محمدًا صلى الله عليه وسلم، دعوة إلى التوحيد الخالص، واتباع الكتاب والسنة، والسير على ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، والقرون الثلاثة الأولى المشهود لها بالإيمان في المعرفة والقول والعمل والدعوة والمنهج. هذه هي السلفية التي جاءت بها الرسل، وسار عليها أصحاب النبي ﷺ، ثم التابعون لهم بإحسان.


فالسلفية الحقّة هي الإسلام نفسه، هي دعوة إبراهيم الخليل "ربنا واجعلنا مسلمين لك"، وهي ما أمر الله به عباده في قوله: "وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء" [البينة: 5]، وهي ما بلغه محمد صلى الله عليه وسلم للعالمين، إذ قال: "قولوا لا إله إلا الله تفلحوا". فكانت دعوته في مكة توحيدًا خالصًا، وإنكارًا للشرك، وعيبا للأصنام والأوثان، ثم في المدينة تعليمًا وشرعًا وجهادًا في سبيل الله.


وقد بيّن الله تعالى أن كل أمة جاءها رسول يقول لها: "اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت" [النحل: 36]، فالتوحيد ليس دعوة جزئية، بل هو أصل الدين، وغاية الرسالات، والميزان الذي توزن به العقائد والطوائف. ومن هنا فإن من ينتسب إلى السلفية، وهو يترك جماعة المسلمين، أو يتحاكم إلى الطاغوت، أو لا يُكفّر المشركين، أو يرضى بتعدد الأئمة دون بيعة جامعة، فإنه كاذب في دعواه، مناقض لحقيقة ما عليه السلف.


إن السلف الصالح من الصحابة والتابعين لم يكونوا يعرفون "السلفية" كاسم، ولكنهم كانوا يعرفون الإسلام، ويعتصمون بالجماعة، ويلتزمون ببيعة الإمام، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "تلزم جماعة المسلمين وإمامهم". أما الذين فرقوا الجماعة، وزعموا أنهم "سلفيون"، وهم يوالون الطواغيت، ويتركون الحكم بما أنزل الله، ويتسامحون مع أهل الشرك والبدع، ويعتقدون أن الأمة قائمة بوجود حكوماتهم ورؤسائهم، فهؤلاء ما عرفوا السلف، ولا أدركوا معنى الجماعة.


فالسلفية كمعنى ومضمون، هي التمسك بما كان عليه النبي وأصحابه، وهي الإسلام الصافي الذي لا تشوبه البدع، وهي جماعة المسلمين التي لا تقوم إلا بإمام قريشي واحد، يبايعه المسلمون على السمع والطاعة في غير معصية، يحكم بشرع الله، ويدعو إلى توحيده، ويجاهد في سبيله.


أما الفرق التي جعلت من "السلفية" راية، ثم تنازلت عن أصول التوحيد، ورضيت بالحكم بغير ما أنزل الله، ومالأت الطواغيت، وأرضت الصليبيين بسخط الله، واعتبرت أهل الكتاب مسلمين، ولم تتبرأ من أهل الشرك والضلال، فهي في حقيقتها خلفية تلفية بالنسبة إلى جماعة المسلمين، وليست هي الفرقة الناجية التي أخبر عنها النبي صلى الله عليه وسلم، والتي قال عنها: "من فارق الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه".


وقد قال الله عن إبراهيم عليه السلام: "هو سماكم المسلمين من قبل" [الحج: 78]، فلا حاجة لنا لأسماء ما أنزل الله بها من سلطان. فـ"جماعة المسلمين" هو الاسم الشرعي، وهو وصف النجاة، ومن لزمها فقد لزم الحق، ومن فارقها فقد هلك.


فالخلاصة: السلفية كمفهوم فهي حق، وهي الإسلام، وهي ما عليه جماعة المسلمين، وأما من اتخذها شعارًا وانحرف عن معناها، فقد ضل الطريق وأضلّ الناس، وما أكثر من يرفع شعار السلف، وهو في حقيقته حربٌ على منهجهم.

 
 
 

أحدث منشورات

عرض الكل
التبديل تحت ضغط الواقع

التبديل تحت ضعط الواقع إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن...

 
 
 
حول الحروب الدائرة في العالم

بيان جماعة المسلمين حول الحروب الدائرة في العالم بسم الله الرحمن الرحيم تتابع جماعة المسلمين بتفاؤل الحوارات الجارية بشأن وقف الحروب،...

 
 
 

Comments


جماعة المسلمين وإمامهم

البريد الإلكتروني: Imamabounacer@gmail.com

الهاتف : 00212661707896

  • بيعة الإسلام لله
  • Donate for JM
  • Telegram
  • جماعة المسلمين وإمامهم
  • الصفحة الرسمية على فيسبوك
  • وتساب
bottom of page