الرد على محمد حسان

الحمد لله وبعد،

تعقيبا على استجواب المحكمه للداعية المصري محمد حسان ومن قبله محمد حسين يعقوب فاننا نشكر الله تعالى الذي ارانا حقيقه كانت مخفيه على كثير من الناس وهي ان الدوله الوطنيه هي التي تحكم الشيوخ الذين يحدثون الناس في التلفاز ولا يمكن لهؤلاء الدعاه ان يقولوا للناس الا ما تسمح لهم به الدوله التي يقيمون بها وما تسمحوا به القنوات التلفازه التي يشتغلون بها.

وللاسف فان الكثيرين من اهل زماننا يغترون بهؤلاء الدعاه المزعومين وهم في الحقيقه محكومون من طرف رئيس البلد وحاشيته ورئيس البلد نفسه محكوم بقوانين الامم المتحده التي يضعها اليهود والنصارى والعلمانيون والبوديون وغيرها من ديانات السوء والباطل.

اما بخصوص قول محمد حسان ان القول بكفر الدوله التي لا تحكم بما انزل الله هو قول الخوارج فهذا مزعم باطل وادعوه الى مراجعه كلام اهل العلم من السلف الصالح وان يتوب الى الله من ادعاءه وافتراءئه على المسلمين وادعوه الى البراءه من ما هو عليه من الدين الباطل الذي هو دين الجهميه الذي يستغني بالمعرفه عن القول والعمل او يستغني بالقول عن التوحيد فيعد كل من قال لا اله الا الله مسلما وان كان مغمورا في بحر الشرك و الكفر عياذا بالله.

اما ما قلته عن القاعده ايها الشيخ فانت تعلم ان القاعده لا يكفرون الشعوب بل قد لا يكفرون الحكام ايضا والقاعده يحكمون باسلام الشعوب المنتسبه للاسلام بل لا يكفرون حتى الشيعه الرافضه وانت تعلم هذا.

اما قولك بان الأمة افترقت منذ زمن علي رضي الله عنه فغير صحيح لان الأمة اجتمعت في زمن الحسن ابن علي على بيعة معاويه بن ابي سفيان رضي الله عنه.

واما قولك أنه يجوز للأمة ان يكون لها اكثر من إمام ولا يكون لها خليفه فهذا باطل بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا بويع لخلفتين فاقتلوا الاخر منهما.

وهذا الزمان الذي تتكلم فيه عن تباعد الاقطار لا معنى للكلام فيه عن تباعد الاقطار لان المسافات اختصرت بوسائل النقل الحديثه ووسائل التواصل الموجودة.

واذا زعمت انك مكره ولا تستطيع قول الحق افلا سكت ولم ترمي اهل الحق بالباطل ولا تقل ان من حكم بكفر الشعوب المنتسبة للاسلام الحاكمة بغير ما انزل الله لا تقل عن المسلمين انهم خوارج.

وانت يُفهم من كلامك ان ان الرؤساء والحكام الموجودين اليوم على راس الدول العربيه هم ولاة وائمة شرعيون طاعتهم وبيعتهم واجبة.

اما قولك ان اول من قال بالطائفه الممتنعه هو ابن تيميه فليس ببعيد وهذه شهادة منك عليه بابتداع ما لم يكن عند السلف لأن الممتنع من شرائع الاسلام هو كافر كما حكم الصحابه رضوان الله عليهم بالكفر على مانع الزكاه وكما لم يقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم بيعة ابن الخصاصية رضي الله عنه قبل ان يقر بالزكاه والجهاد ويبايع عليهما.

وهذه مناسبة لاستيعاب الامور بشكل افضل فنرى ان هذه الاستجوابات تحدث في مصر عقب تصريح ولي عهد السعودي بان الخبر الآحاد لا يعمل به وهذا ما وافق مذهب الأشاعرة اما قبل هذا فلم يكن يجرؤ النظام المصري على استجواب هؤلاء الدعاه المنتسبين الى الوهابية المنتشره في بلاد السعوديه لكن بعد تصريح ولي العهد مباشرة تم استدعاء هؤلاء الدعاة لكي يغيروا منهجهم وفتواهم فتتوافق مع الموقف السياسي في السعودية.

وادعو كل من يريد معرفة الحق ان يطلع على كلام الامام الشافعي في باب خبر الواحد في كتاب الرساله فقد بين رحمه الله عليه البيان الشافي في الاستدلال على وجوب العمل بحديث الآحاد فقد كان الصحابه رضوان الله عليهم يأخذون بخبر الواحد كما في حديث استقبال المسجد الحرام بدل بيت المقدس إذ تغير المصلون الى القبلة التي فرضت بخبر واحد من الصحابه رضوان الله عليهم.

وكذلك سكب جمع من الصحابة الخمر بعد نزول تحريمها بخبر واحد وكذلك اقيمت الحدود بخبر الواحد كما في حديث قتل المرتد بامر من معاذ و بحضور ابي موسى الاشعري رضي الله عنهما وغيرها من الامثله الداله على وجوب العمل بالسنه النبويه الثابتة الصحيحة عن الثقات وان كانت من طريق آحاد.

والآحاد هو ما كان في مقابله المتواتر و المتواتر هو ما نقله جمع عن جمع عن جمع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

اما هل الخبر الآحاد يجوز فيه الخطأ نقول نعم يجوز ان يتعارض حديثان من الآحاد فيرجح أحدهما على الآخر ولكن إن وجد خبر الواحد ولم يوجد ما يعارضه فانه يعمل بخبر الواحد والامة لا تجتمع على ضلالة.

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد