top of page

معالم الدين وما عليه جماعة المسلمين

إن الحمد لله أحمده وأستعينه وأستهديه،
من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا.
وبعد،
فهذا بيان لمعالم دين الإسلام الذي بعث الله به رسوله صلى الله عليه وسلم واتبعه أصحابه المرضيون والتابعون لهم بإحسان وأئمة الهدى من بعدهم بأدلته من كتاب الله والسنة الثابتة عن رسول الله، وهو ما عليه جماعة المسلمين وإمامهم لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك إن شاء الله.

1.    الله خالق كل شيء وهو بكل شيء عليم.
2.    الله وحده المستحق للعبادة ومنها الدعاء والتحاكم والإتباع.
3.    الله منفرد في ذاته وصفاته لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ.
4.    الله سبحانه لا يحل في مخلوقاته ولا يتحد معهم ومن زعم أن المخلوق هو الإله فهو كافر.
5.    الله فوق السماء استوى على العرش وعلمه وسمعه وبصره وقدرته ومشيئته في كل مكان.
6.    القرآن كلام الله غير مخلوق ومن قال " إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي " كلام مخلوق فهو كافر.
7.    الغيب غيبان غيب لا يعلمه إلا الله "قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ" وغيب يعلمه الرسل ويبلغونه للناس "عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُولٍ".
8.    الله زين السماء الدنيا بالنجوم وجعلها رجوما للشياطين وجعلها دليلا على الاتجاهات والطريق وليس للنجوم نصيب في خلق السماوات والأرض وتدبيرهما ومن صدق الأبراج وتنبؤها بالمستقبل فهو كافر.
9.    الكاهن لا يعلم الغيب وهو طاغوت وجب الكفر به وقد يأتيه الجني بالخبر استرقه من السماء فيخلط معه مائة كذبة قال الله: إِلَّا مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُّبِينٌ.
10.    السحر له تأثير على الأبدان والعقول ومن تعلمه أو علمه الناس أو رضي به كافر ولا يجوز علاج السحر والعين والوسوسة إلا بذكر الله وما ورد في شرع الله.
11.    لا يصح الإسلام إلا بالإيمان بالله واليوم الآخر والملائكة والكتب والنبيئين والقدر خيره وشره.  
12.    نعيم القبر وعذابه حق والجنة حق والنار حق وفي الجنة يرى المؤمنون ربهم ويكلمونه.
13.    خلقت الملائكة من نور العَرْش وخلق الجان من مارج من نار وخلق آدم من تراب.
14.    جعلت الملائكة أولي أجنحة مثنى وثلاث ورباع وهم متفاوتون في الخلق منهم جبريل وميكال وصاحب الصور وحملة العرش وخزنة جهنم وملك الموت وملائكة الرحمة وملائكة العذاب وملكان يمتحنان في القبر وكرام كاتبون يحفظون أعمال العباد وملائكة تحف مجالس الذكر وملائكة يقولون آمين عند الانتهاء من الفاتحة وسائق وشهيد يكونان مع كل نفس يوم النشور وملائكة تحفظ قارئي آية الكرسي عند النوم وغيرهم ممن لا يحصيه إلا الله عز وجل.
15.    الجن هم بنو إبليس ومنهم المسلمون والشياطين هم أعوانه من الإنس والجن وهو يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير.
16.    الملائكة لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون ويرون هم والجن بني آدم وبنو آدم لا يرونهم وقد يختص الله بعض عباده برؤيتهم في صورتهم كرسول الله صلى الله عليه وسلم أو في غير صورتهم كمريم بنت عمران وعمر بن الخطاب وأبي هريرة رضي الله عنهم.
17.    كانَ اللَّهُ ولَمْ يَكُنْ شيءٌ قَبْلَهُ وكانَ عَرْشُهُ علَى المَاءِ ثُمَّ خَلَقَ السَّمَوَاتِ والأرْضَ وكَتَبَ في الذِّكْرِ كُلَّ شيءٍ.
18.    إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ. 
19.    من قال عيسى هو الله أو ابن الله أو الله ثالث ثلاثة فهو كافر.
20.    من قال أصل البشر من القردة أو قال وجد الخلق بغير خالق أو أنكر أن الله يدبر شؤون الخلق وهو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم أو قال أشك في شيء من ذلك فهو كافر.
21.    إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَن تَزُولَا وَلَئِن زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِّن بَعْدِهِ.
22.    وَإِن تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى.
23.    أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِن ذَلِك وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ.
24.    من اتخذ أندادا يحبهم كحب الله أو يدعوهم من دونه أو جعل بينه وبين الله وسائط كالأضرحة وقبور الأولياء يدعوهم ويرجو نفعهم ويحذر ضرهم ويتقرب إليهم بالذبح والطواف والنذر فهو كافر.
25.    من سب الله أو استهزأ بدينه أو زعم أن شريعة محمد صلى الله عليه وسلم غير صالحة لزمان أو مكان أو تبنى دينا غير الإسلام كالوطنية والعرقية والدمقراطية والعلمانية أو انتسب لغير جماعة المسلمين وإمامهم فهو كافر.
26.    من آمن بالدستور الوضعي ولم يحل الحلال ويحرم الحرام ولم يتبرأ من الحاكم بغير ما أنزل الله وأتباعه أو قدم علماء السوء على الكتاب والسنة أو أعان الكافرين ضد المسلمين فهو كافر.
27.    لا يمكن فصل الدين عن الدولة ولا عن الأشخاص بل مهما حكموا وآمنوا به وقالوه وعملوه فهو دينهم.
28.    الحق المطلق موجود ومن قال العكس سئل عن قوله هل هو حقيقة مطلقة فإن قال نعم تناقض وإن قال لا فليس قوله ببرهان. قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ.
29.    القيام لأعلام الجاهلية تحية وتعظيما وترديد أناشيدها وشعاراتها التي تجعل الوطن والحاكم أندادا لله في التقديس والولاء والتشريع كفر وشرك لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ.
30.    يحرم إعانة المشركين على كفرهم سواء ببناء الدور والكنائس والأضرحة التي يقدسون فيها شركاءهم أو صناعة الصور والرايات والصلبان التي هي رموز معبوداتهم أو إرسال الأبناء إلى مدارسهم التي يدرسون فيها دينهم ومناهجهم ومن رضي بشيء من ذلك ولم ينكره فليس من المسلمين.
31.    يكفر تارك الصلاة لقول النبي صلى الله عليه وسلم: إِنَّ بَيْنَ الرَّجُلِ وَبَيْنَ الشِّرْكِ وَالْكُفْرِ تَرْكَ الصَّلَاةِ. وقوله: العَهدُ الَّذي بيننا وبينهم الصَّلاةُ فمَن تركَها فَقد كَفرَ. وقوله: لَا يَحِلُّ دَمُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَّا بِإِحْدَى ثَلَاثٍ الثَّيِّب الزَّانِي والنَّفْس بِالنَّفْسِ والتَّارِك لِدِينِهِ الْمُفَارِق لِلْجَمَاعَةِ. وقوله: ما مِن ثلاثةٍ في قريةٍ ولا بدوٍ لا تقامُ فيهمُ الصَّلاةُ إلَّا قدِ استحوذَ عليْهمُ الشَّيطانُ. قال الله لا إله غيره: اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُولَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ.
32.    الإيمان تصديق بالقلب وقول باللسان وعمل بالجوارح يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية.
33.    الكفر يكون بالاعتقاد ويكون بالقول ويكون بالعمل ولا فرق بين الجاد والهازل والطامع والخائف إلا من أكره على القول أو الفعل وقلبه مطمئن بالإيمان والإكراه قد يكون بالضرب أو التعذيب أو الحبس أو العرض على السيف ولا رخصة لأحد في الكفر بعد زوال الإكراه.
34.    عبدة الأصنام والدواب والنار والشمس والشيطان ومنكرو الصانع ومنكرو البعث واليهود والنصارى والفرق الاثنتان وسبعون الضالة من هاته الأمة كلها فرق خالدة في جهنم وفرقة واحدة في الجنة هي جماعة المسلمين وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ.
35.    عودة الخلافة حق والأئمة من قريش ويبايع الإمام المهدي قبل انقضاء الدنيا وليس في السرداب كما زعمت الشيعة وينزل عيسى ابن مريم من السماء حكما عدلا يحكم بكتاب الله وشريعة محمد صلى الله عليه وسلم يقتل الدجال ويكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية وتخرج يأجوج ومأجوج فيهلكهم الله ويبعث الله ريحا طيبة فتقبض روح كل مؤمن ويبقى شرار الناس عليهم تقوم الساعة.
36.    لَنْ تَقُومَ حَتَّى تَرَوْنَ قَبْلَهَا عَشْرَ آيَاتٍ الدُّخَانَ وَالدَّجَّالَ وَالدَّابَّةَ وَطُلُوعَ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا وَنُزُولَ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَيَأَجُوجَ وَمَأْجُوجَ وَثَلَاثَةَ خُسُوفٍ خَسْفٌ بِالْمَشْرِقِ وَخَسْفٌ بِالْمَغْرِبِ وَخَسْفٌ بِجَزِيرَةِ الْعَرَبِ وَآخِرُ ذَلِكَ نَارٌ تَخْرُجُ مِنَ الْيَمَنِ تَطْرُدُ النَّاسَ إِلَى مَحْشَرِهِمْ.
37.    وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاءَ اللَّهُ ثم ينزل الله مطرا فتنبت منه الأجساد ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنظُرُونَ وقد خرجوا من قبورهم كما قال سبحانه: فَإِذَا هُم مِّنَ الْأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنسِلُونَ قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَٰنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ.
38.    تحشرون يوم القيامة حفاة بلا نعال عراة بلا ثياب غرلا بلا ختان والأمر أشد من أن ينظر بعضكم إلى بعض وكان يوما على الكافرين عسيرا ويحشرون على وجوههم. 
39.    تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا وَنَرَاهُ قَرِيبًا يَوْمَ تَكُونُ السَّمَاءُ كَالْمُهْلِ وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ وَلَا يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيمًا يُبَصَّرُونَهُمْ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ وَمَن فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ يُنجِيهِ. 
40.    هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا أَن يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِّنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ. 
41.    نؤمن بالميزان توزن به الأعمال يوم القيامة وأن من ثقلت موازينه فباتباعهم الحق وثقله عليهم ومن خفت موازينه فباتباعهم الباطل وخفته عليهم.
42.     المؤمن يأخذ كتابه بيمينه والكافر يأخذ كتابه بشماله وراء ظهره فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا.
43.    يوم القيامة تتبع كل أمة ما كانت تعبد فلا يبقى أحد كان يعبد غير الله سبحانه من الأصنام والأنصاب والطواغيت إلا يتساقطون في النار.
44.    وتَبْقَى هَذِهِ الأُمَّةُ فِيهَا مُنَافِقُوهَا فَيَأْتِيهِمُ اللَّهُ فِي غَيْرِ الصُّورَةِ الَّتِي يَعْرِفُون فَيَقُولُ: أَنَا رَبُّكُم. فَيَقُولُونَ: نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْكَ هَذَا مَكَانُنَا حَتَّى يَأْتِيَنَا رَبُّنَا فَإِذَا أَتَانَا رَبُّنَا عَرَفْنَاهُ، فَيَأْتِيهِمُ اللَّهُ فِي الصُّورَةِ الَّتِي يَعْرِفُونَ فَيَقُولُ: أَنَا رَبُّكُمْ، فَيَقُولُونَ: أَنْتَ رَبُّنَا فَيَتْبَعُونَهُ وَيُضْرَبُ جِسْرُ جَهَنَّمَ.
45.    ويعطى كل إنسان منهم منافق أو مؤمن نوراً ثم يطفأ نور المنافقين. يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِم بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ  يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِن نُّورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُم بِسُورٍ لَّهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِن قِبَلِهِ الْعَذَابُ  يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُن مَّعَكُمْ قَالُوا بَلَى وَلَكِنَّكُمْ فَتَنتُمْ أَنفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الْأَمَانِيُّ حَتَّى جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ وَغَرَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ .
46.    يُضْرَبُ الْجِسْرُ عَلَى جَهَنَّمَ فِيهِ خَطَاطِيفُ وَكَلاَلِيبُ وَحَسَكٌ مَأْمُورَةٌ بأَخْذِ مَنِ اُمِرَتْ به من العصاة وَتَحِلُّ الشَّفَاعَةُ وَيَقُولُونَ: اللَّهُمَّ سَلِّمْ سَلِّمْ فَيَمُرُّ الْمُؤْمِنُونَ كَطَرْفِ الْعَيْنِ وَكَالْبَرْقِ وَكَالرِّيحِ وَكَالطَّيْرِ وَكَأَجَاوِيدِ الْخَيْلِ وَالرِّكَابِ فَنَاجٍ مُسَلَّمٌ وَمَخْدُوشٌ مُرْسَلٌ وَمَكْدُوسٌ فِي نَارِ جَهَنَّمَ.
47.    يَخْلُصُ المُؤْمِنُونَ مِنَ النَّارِ فَيُحْبَسُونَ عَلَى قَنْطَرَةٍ بَيْنَ الجَنَّةِ وَالنَّارِ فَيُقَصُّ لِبَعْضِهِمْ مِنْ بَعْضٍ مَظَالِمُ كَانَتْ بَيْنَهُمْ فِي الدُّنْيَا حَتَّى إِذَا هُذِّبُوا وَنُقُّوا أُذِنَ لَهُمْ فِي دُخُولِ الجَنَّةِ فَوَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَأَحَدُهُمْ أَهْدَى بِمَنْزِلِهِ فِي الجَنَّةِ مِنْهُ بِمَنْزِلِهِ كَانَ فِي الدُّنْيَا.
48.    إِنَّ أَوَّلَ زُمْرَةٍ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ عَلَى صُورَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ وَالَّذِينَ يَلُونَهُمْ عَلَى أَشَدِّ كَوْكَبٍ دُرِّيٍّ فِي السَّمَاءِ إِضَاءَةً لَا يَبُولُونَ وَلَا يَتَغَوَّطُونَ وَلَا يَمْتَخِطُونَ وَلَا يَتْفُلُونَ أَمْشَاطُهُمُ الذَّهَبُ وَرَشْحُهُمُ الْمِسْكُ وَمَجَامِرُهُمُ الْأَلُوَّةُ حُلِيُّهُم أَسَاوِرُ الذَّهَبِ وَاللُّؤلُؤُ  وَأَزْوَاجُهُمُ الْحُورُ الْعِينُ يُرَى مُخُّ سُوقِهِنَّ مِن ورَاءِ العَظْمِ واللَّحْمِ مِنَ الحُسْنِ أَخْلَاقُهُمْ عَلَى خُلُقِ رَجُلٍ وَاحِدٍ لاَ اخْتِلاَفَ بَيْنَهُمْ وَلاَ تَبَاغُضَ عَلَى صُورَةِ أَبِيهِمْ آدَمَ سِتُّونَ ذِرَاعًا فِي السَّمَاءِ.
49.    لو أنَّ امْرَأَةً مِن نِسَاءِ أهْلِ الجَنَّةِ اطَّلَعَتْ إلى الأرْضِ لَأَضَاءَتْ ما بيْنَهُمَا ولَمَلَأَتْ ما بيْنَهُما رِيحًا ولَخِمَارُهَا عَلَى رَأْسِهَا خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وما فِيهَا وقالَ اللَّهُ تَبارَكَ وتَعالَى: أعْدَدْتُ لِعِبادِي الصَّالِحِينَ ما لا عَيْنٌ رَأَتْ ولا أُذُنٌ سَمِعَتْ ولا خَطَرَ علَى قَلْبِ بَشَرٍ.
50.    شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم نائلة من مات من أمته لا يشرك بالله شيئا ويشفع الأنبياء والملائكة والمؤمنون في أهل الإسلام ويخرج من النار من وحد الله وفي قلبه وزن ذرة من خير.
51.    يعطى آخر أهل الجنة دخولا الجنة مثل الدنيا وعشرة أمثالها ولهم فيها ما تشتهيه الْأنفس وتلذ الْأعين وهم فيها خالدون ملوك منعمون مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا.
52.    يُؤْتَى بأَنْعَمِ أهْلِ الدُّنْيا مِن أهْلِ النَّارِ يَومَ القِيامَةِ فيُصْبَغُ في النَّارِ صَبْغَةً ثُمَّ يُقالُ: يا ابْنَ آدَمَ هلْ رَأَيْتَ خَيْرًا قَطُّ؟ هلْ مَرَّ بكَ نَعِيمٌ قَطُّ؟ فيَقولُ: لا واللَّهِ يا رَبِّ. ويُؤْتَى بأَشَدِّ النَّاسِ بُؤْسًا في الدُّنْيا مِن أهْلِ الجَنَّةِ فيُصْبَغُ صَبْغَةً في الجَنَّةِ فيُقالُ له: يا ابْنَ آدَمَ هلْ رَأَيْتَ بُؤْسًا قَطُّ؟ هلْ مَرَّ بكَ شِدَّةٌ قَطُّ؟ فيَقولُ: لا واللَّهِ يا رَبِّ ما مَرَّ بي بُؤْسٌ قَطُّ ولا رَأَيْتُ شِدَّةً قَطُّ.
53.    إنَّ اللَّهَ يقولُ لأهْوَنِ أهْلِ النَّارِ عَذابًا: لو أنَّ لكَ ما في الأرْضِ مِن شيءٍ كُنْتَ تَفْتَدِي بهِ؟ قالَ نَعَمْ، قالَ: فقَدْ سَأَلْتُكَ ما هو أهْوَنُ مِن هذا وأَنْتَ في صُلْبِ آدَمَ أنْ لا تُشْرِكَ بي فأبَيْتَ إلَّا الشِّرْكَ. 
54.    نارُكُمْ جُزْءٌ مِن سَبْعِينَ جُزْءًا مِن نَارِ جَهَنَّمَ فُضِّلَتْ عليها بتِسْعَةٍ وسِتِّينَ جُزْءًا كُلُّهُنَّ مِثْلُ حَرِّهَا.
55.    إِنَّ شَجَرَتَ الزَّقُّومِ طَعَامُ الْأَثِيمِ كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ كَغَلْيِ الْحَمِيمِ.
56.    إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ فَإِنَّهُمْ لَآكِلُونَ مِنْهَا فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْهَا لَشَوْبًا مِّنْ حَمِيمٍ ثُمَّ إِنَّ مَرْجِعَهُمْ لَإِلَى الْجَحِيمِ إِنَّهُمْ أَلْفَوْا آبَاءَهُمْ ضَالِّينَ فَهُمْ عَلَى آثَارِهِمْ يُهْرَعُونَ.
57.    وَنَادَى أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ. قيل ينادي الرجل أخاه أو أباه: يا أخي قد احترقتُ فأغثني فيقول: إن الله حرمهما على الكافرين.
58.    الجنة والنار مخلوقتان لا تفنيان والله تعالى خَلَقَ لِلْجَنَّةِ أَهْلًا خَلَقَهُمْ لَهَا وَهُمْ في أَصْلَابِ آبَائِهِمْ وَخَلَقَ لِلنَّارِ أَهْلًا خَلَقَهُمْ لَهَا وَهُمْ في أَصْلَابِ آبَائِهِمْ وكُلٌّ مُيَسَّرٌ لِمَا خُلِقَ لَهُ أَمَّا مَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ السَّعَادَةِ فَيُيَسَّرُ لِعَمَلِ أَهْلِ السَّعَادَةِ وَأَمَّا مَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الشَّقَاءِ فَيُيَسَّرُ لِعَمَلِ أَهْلِ الشَّقَاوَةِ.
59.    إِنَّ أَحَدَكُمْ يُجْمَعُ خَلْقُهُ فِيْ بَطْنِ أُمِّهِ أَرْبَعِيْنَ يَوْمَاً نُطْفَةً ثُمَّ يَكُوْنُ عَلَقَةً مِثْلَ ذَلِكَ ثُمَّ يَكُوْنُ مُضْغَةً مِثْلَ ذَلِكَ ثُمَّ يُرْسَلُ إِلَيْهِ المَلَكُ فَيَنفُخُ فِيْهِ الرٌّوْحَ وَيَؤْمَرُ بِأَرْبَعِ كَلِمَاتٍ: بِكَتْبِ رِزْقِهِ وَأَجَلِهِ وَعَمَلِهِ وَشَقِيٌّ أَوْ سَعِيْدٌ فَوَ الله الَّذِي لاَ إِلَهَ غَيْرُهُ إِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الجَنَّةِ حَتَّى مَا يَكُوْنُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إلا ذِرَاعٌ فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الكِتَابُ فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ فَيَدْخُلُهَا وَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إلا ذِرَاعٌ فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الكِتَابُ فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الجَنَّةِ فَيَدْخُلُهَا.
60.    لا حجة للمشركين بالقدر لأن الله سبحانه أخبر أنه لا يظلم أحدا والقرآن دل على أن القدر ليس ظلما والمشركون لا حجة لهم على أن القدر ظلم فوجب اتباع الحجة وترك الظنون والوهم.
61.    سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلَا آبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِن شَيْءٍ ۚ كَذَٰلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ حَتَّىٰ ذَاقُوا بَأْسَنَا ۗ قُلْ هَلْ عِندَكُم مِّنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا ۖ إِن تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ أَنتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ
62.    وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِن قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِّن بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ.
63.    لا عذر لأحد بالغفلة أو التقليد أو يحسب أنه يحسن صنعا وهو مشرك بربه جاهل بتوحيده.
64.     أَفَحَسِبَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَن يَتَّخِذُوا عِبَادِي مِن دُونِي أَوْلِيَاءَ إِنَّا أَعْتَدْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ نُزُلًا قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُم بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا.
65.    نعرف ربنا سبحانه بالفطرة التي فطر عليها قلوبنا ونعرفه بآياته في مخلوقاته وآياته في كتابه وكلها دلائل على معرفة الرب سبحانه خالق الخلق بقدرته وعلمه وآمر العباد بطاعته وتوحيده ومعجزهم بكلامه الذي أوحاه إلى رسوله. قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا.
66.    نصف الله بما وصف به نفسه من غير تشبيه أو تعطيل أو تحريف " أَأَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاءِ أَن يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ" "الرَّحْمَٰنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى" الاستواء معلوم والكيف مجهول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة أدلة الصفات نمرها كما جاءت ونؤمن بها ولا نقول كيف لا نعلم كيف الذات ولا نعلم كيف الصفات ولا نتفكر في الله بل نتفكر في نعمه ومخلوقاته. 
67.    هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ.
68.    نؤمن بأن الله سبحانه يرضى ويسخط ويغضب ويفرح ويضحك وله وجه وصورة ونفس ويدان وساق وكلام وسمع وبصر وعلم وقدرة وهو الخالق قبل إيجاد الخلق لم تتغير صفاته عما كانت عليه قبل إيجادهم وهو الأول فليس قبله شيء ولا له ابتداء وهو الآخر فليس بعده شيء ولا له انتهاء وهو في السماء حجابه النور لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار. 
69.    يَنْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ يَقُولُ مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ. 
70.    ليس علو الله سبحانه كعلو البشر بل هو الأعلى من كل وجه مطلقا بلا تقييد وكروية الأرض لا تعترض وعلو الله على خلقه أو سفلية الخلق بالنسبة إليه. أما الجهات الست فهي تتغير بالنسبة لمرجع ما فيصير ما كان منها يمينا شمالا وما كان أماما خلفا وما كان علوا سفلا.
71.    وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ ۚ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ
72.    يحرم التسمي بأسماء مختصة بالله تعالى مثل السبوح القدوس السلام المهيمن الجبار المتكبر الخالق البارئ المصور الوهاب الرزاق الفتاح القهار القيوم الأحد الصمد الرب الرحمن التواب الغفار علام الغيوب ذو الجلال والإكرام. 
73.    يجوز تسمية المخلوق ووصفه بصفات مثل علي عزيز حفيظ عليم حليم حكيم رشيد رؤوف رحيم ملك مؤمن حميد خبير شكور شهيد عظيم عفو غني قوي كبير كريم لطيف جميل حي ودود سميع بصير، وليس سمع السميع البصير سبحانه كسمع المخلوقات ولا بصره كبصرهم ولا شيء من صفاته كصفاتهم. 
74.    لا خالق إلا الله وكل ما سوى الله مخلوق والكلام من صفات الله والقرآن كلام الله ليس بخالق ولا مخلوق وأفعال العباد وكلامهم وقراءتهم وكتابتهم على الأوراق مخلوقة ومن زعم خلاف ذلك فهو كافر بالله العظيم.
75.    مصادر الدين هي الكتاب والسنة والإجماع ثم القياس ونأخذ بخبر الثقات المتواتر والآحاد ومن لم يلتزم بالكتاب والسنة وما ثبت إجماع الصحابة والتابعين وجماعة المسلمين عليه فهو كافر.
76.    نفهم الكتاب والسنة بفهم الصحابة والتابعين وأهل العلم من جماعة المسلمين وَمَنْ قَالَ فِي القُرْآنِ بِرَأْيِهِ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ.
77.    إذا اختلفت أقوال الصحابة نصير منها إلى ما وافق الكتاب والسنة والإجماع أو كان أصح في القياس وإذا قال الواحد منهم القول لا يحفظ عن غيره منهم له موافقة ولا خلاف ولم نجد كتابا ولا سنة ولا إجماعا ولا شيئا في معنى هذا يحكم له بحكمه أو وجد معه قياس نصير إلى اتباع الصحابي الواحد.
78.    الاختلاف مراتب منه الاختلاف بين المسلم والكافر ومنه الاختلاف بين المطيع والعاصي ومنه الاختلاف بين المجتهد المصيب والمجتهد المخطئ ومنه اختلاف التنوع الذي ليس فيه كافر ولا عاصي ولا مخطئ.
79.    يشرع تقليد أئمة المسلمين وعلماءهم في الاحكام وكل قول خالف الدليل فالدليل أولى بالإتباع ولا نرى العصمة لأحد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا ننكر على المخالف في الاجتهاد ولا نكفره ولا نتبرأ منه ما لم تقم حجة لا يسع مخالفتها ونستحب الخروج من المختلف فيه إلى المتفق عليه. 
80.    لا يوجد تناقض بين الأدلة الصحيحة من الكتاب والسنة ويجب التوفيق بين الأدلة إذا كان ظاهرها التعارض فيبين المجمل ويخصص العام ويقيد المطلق ويحمل الأمر على الندب بدل الوجوب ويحمل النهي على الكراهة بدل التحريم ويحمل الاختلاف على التنوع وينسخ المنسوخ وينسأ المنسأ ويرجح الراجح وغيرها من الأوجه الصحيحة لفهم كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
81.    الأمر للوجوب والنهي للتحريم ولا يخصص عام ولا يطلق مقيد ولا يؤول ظاهر أو يصرف عن ظاهره إلا بدليل والله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فما أمر به رسوله صلى الله عليه وسلم فهو أمر لكل مسلم إلا ما دل الدليل على تخصيصه برسول الله صلى الله عليه وسلم أو بالرجال دون النساء أو بطائفة من المسلمين دون عامتهم. 
82.    الأحكام التكليفية خمسة واجب ومندوب ومباح ومكروه ومحرم كالشرك والكبائر والذنوب.
83.    بني الإسلام على خمس: التوحيد والصلاة والزكاة والصوم وحج البيت لمن استطاع اليه سبيلا.
84.    الاستطاعة مفهوم شرعي ليس متروكا لتقدير النفوس وأهواءها والضرورات تبيح المحظورات والضرورة تقدر بقدرها والشريعة جاءت بحفظ الدين والنفس والنسل والمال والعقل من التلف. 
85.    كل ما شرعه الله فهو مصلحة وكل ما نهى عنه فهو مفسدة وتدرأ أعظم المفسدتين بأدناهما إذا لم يمكن دفع المفسدتين معا وتحصل أعظم المصلحتين مع تفويت أدناهما إذا تعذر تحصيلهما معا وأصل المصالح هو التوحيد وأصل المفاسد هو الشرك.
86.    لا يقبل العمل إلا بشرطين أن يكون خالصا لوجه الله وموافقا لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهما الإخلاص والمتابعة فإنما الأعمال الصالحة بالنيات والأصل في العبادة التحريم إلا ما جاء النص على مشروعيته والأصل في الأمور الدنيوية الإباحة إلا ما جاء النص بتحريمه وكل ابتداع في الدين ضلالة وكل ضلالة في النار.
87.    التوحيد أول ركن من أركان الإسلام وهو شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله التي تعني عبادة الله وحده والكفر بما عبد دونه وكل ما عبده الناس من دون الله فهو طاغوت لا يتحقق إسلام المرء حتى يكفر به ومثاله الشيطان والكاهن والصليب والصنم والقبر والدستور والبرلمان والأحبار والرهبان والحاكم بغير ما أنزل الله فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ.
88.    ترك الجماعة كفر وشرك مناف للكفر بالطاغوت ودخول الإسلام يكون بمبايعة جماعة المسلمين على الإسلام ولا تصح باقي البيعات كالبيعة على النصرة أو الهجرة أو عدم الفرار من الزحف أو تنصيب الخليفة حتى تصح بيعة الإسلام.
89.    المعاصي لا تخرج صاحبها من الجماعة ما لم تكن شركا فأصحاب الكبائر من أهل التوحيد خالدون في الجنة وإن دخلوا النار قبل دخول الجنة.
90.    أهل السنة والجماعة أخص من أهل الجماعة ومن كانت بدعتهم غير مكفرة خرجوا من أهل السنة إلى أهل الجماعة كأوائل المرجئة والشيعة والخوارج الذين بدعهم السلف ولم يكفروهم وأما من كانت بدعتهم مكفرة كالجهمية المعطلة الذين يقدمون العقل على النقل أو الصوفية القبورية والطرقية والرافضة الإثنى عشرية والإسماعيلية وأشباههم فإنهم يخرجون من الجماعة إلى الكفر والفرقة.
91.    لا ينفع مع الشرك إقرار وليس مقرا بحكم الله من نشأ في دار الكفر ولم يبايع المسلمين من بايع على الإسلام فقد أقر بحكم الله فإن ترك العمل تأثما فهو عاصي وإن رفض حكم الله بعد قبوله كفر.
92.    الديار داران دار كفر ودار إسلام والمقيم بدار الإسلام له أحكام المسلمين إلا من علمنا تبعيته للكافرين والمقيم بدار الكفر له أحكام الكافرين إلا من علمنا تبعيته لجماعة المسلمين كل أمة تدعى بإمامها الناس على دين ملوكهم والذرية على دين آباءهم.
93.    أهل الجماعة هم الشهداء على الناس ويشترط لثبوت الإسلام شهادة واحد من المسلمين على الأقل ويشترط لثبوت الردة بعد الإسلام شاهدان مسلمان على الأقل. 
94.    ليس كاتم الإيمان هو الذي يكتم إيمانه عن المسلمين ولكنه الذي يكتم إيمانه عن الكافرين بعد بيعة المسلمين فلا إسلام إلا بالبيعة ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور.
95.    أمة محمد أهل كتاب والأنبياء دينهم واحد هو الإسلام وأتباع موسى وعيسى ومحمد صلى الله عليه وسلم أمة واحدة هي جماعة المسلمين وهم الذين آمنوا من أهل الكتاب بينما اليهود والنصارى واثنتان وسبعون فرقة من هذه الأمة هي ديانات كفر وضلال أصحابها خالدون في النار وهم الذين كفروا من أهل الكتاب.
96.    أهل الكتاب هم كل قوم منتسبون إلى نبي مرسل وكتاب منزل كانتساب اليهود إلى موسى عليه السلام وكتابه التوراة وانتساب النصارى إلى عيسى عليه السلام وكتابه الإنجيل وانتساب هاته الأمة إلى محمد صلى الله عليه وسلم وكتابه القرآن وهم أهل كتاب يحل طعامهم وإن حرفوا كتابهم وإن كفروا بعد نبيهم وتضرب عليهم الجزية كما قال قوله الحق: أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَن يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ.
97.     المشركون الذين ليسوا أهل كتاب ولا إيمان ببعث لا تؤكل ذبيحتهم ولا يقرون على الجزية قال الله عز وجل: فَلَمَّا جَاءَ سُلَيْمَانَ قَالَ أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ فَمَا آتَانِيَ اللَّهُ خَيْرٌ مِّمَّا آتَاكُم بَلْ أَنتُم بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُم بِجُنُودٍ لَّا قِبَلَ لَهُم بِهَا وَلَنُخْرِجَنَّهُم مِّنْهَا أَذِلَّةً وَهُمْ صَاغِرُونَ. وقال: وَلَقَدْ جَاءَ آلَ فِرْعَوْنَ النُّذُرُ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كُلِّهَا فَأَخَذْنَاهُمْ أَخْذَ عَزِيزٍ مُّقْتَدِرٍ. وقال: فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا.
98.    الكافر الأصلي هو الذي نشأ على الكفر ولم يدخل الإسلام قط والمرتد هو الذي كفر بعد الإسلام والمنافق هو الذي بايع في الظاهر وأخفى الكفر والشرك عن المسلمين.
99.    طاعة الإمام واجبة في المعروف والنصح له واجب ودعوته ظاهرة وشرطه الإسلام والتكليف والذكورة والكفاية والحرية والقرشية ولا نرى الخروج على إمام المسلمين ولا ننازع الأمر أهله إلا أن نرى كفرا بواحا عندنا فيه من الله برهان وبيعته في أعناقنا ما أقام كتاب الله وأقام الصلاة وإن عصى أو أخطأ فأخذ المال وجلد الظهر وله علينا السمع والطاعة في العسر واليسر والمنشط والمكره وعلى أثرة علينا ونقول الحق أينما كنا لا نخاف في الله لومة لائم ولا نكفر مسلما بذنب دون الإشراك بالله ومن نحى الشريعة مختارا أو مكرها سقطت ولايته.
100.    لا تصح إمامة الكافر ويكفر من صحح ولايته وأطاعه في عمل الكفر وتحليل ما حرم الله ومن عمل معصية بغير استحلال فهو آثم والأمر الواجب يؤديه المسلم طاعة لله ورسوله والمستحب يندب إليه والمباح يخير فيه.
101.    الولاء والبراء من مقتضيات لا إله إلا الله فلا يصح إسلام المرء إلا به ولا يصح الولاء إلا بموافقة المسلمين في دينهم ومبايعتهم عليه كما لا يصح البراء إلا بمفارقة المشركين وترك الانتماء إليهم وترك نصرتهم ضد المسلمين.
102.    الجهاد والهجرة والسبي والغنيمة والحدود والقصاص سنن مشروعة لجماعة المسلمين وإمامهم إلى قيام الساعة مع مراعاة الاستطاعة والمصلحة والمرحلية المستنبطة من نصوص الشريعة والهدي النبوي.
103.    أنزل على المسلمين في مكة وهم قليل مستضعفون ما يليق بحالهم فأمروا بالصبر وكف الأيدي والإعراض عن المشركين فلما أذن سبحانه لنبيه بالهجرة وأيده بالمهاجرين والأنصار في دار الإسلام أنزل عز وجل ما يكافئ تلك الحال فأمرهم بقتال الناس حتى يتوبوا ويؤدي أهل الكتاب الجزية أو يسلموا وهذا ليس بنسخ في الحقيقة وإنما هو نسء كما قال تعالى: مَا نَنْسَخ مِنْ آيَة أَوْ نَنْسَأهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا. فنَنْسَأهَا بمعنى نُرْجِئهَا وَنُؤَخِّرهَا فيعود حكمها عند عود الحال الذي أنزلت فيه.
104.    لا يجوز القعود في مجالس يستهزأ فيها ويكفر فيها بآيات الله حتى يخوضوا في حديث غيره والقاعد كافر إن كان قادرا على الهجر والإنكار لأنه رضي كفرهم ولا يكفر العاجز إن كره بقلبه وأنكر بلسانه واعتزلهم قدر الإمكان.
105.    تباح المعاملات التجارية والحرفية والخدماتية والوظيفية والتعليمية في دار الكفر ما لم تقترن بها قرينة فتتبع حكمها إن كانت حراما فحرام كظلم الناس وأخذ أموالهم بغير حق وإن كانت شركا فشرك كمن يحل الحرام ويحرف الدين ويدعو لموالاة الحاكمين.
106.    النكاح الشرعي لا يتم إلا بالإيجاب والقبول وولي وشاهدين من المسلمين ويجوز توثيق عقود النكاح والبيع والشراء واستخراج وثائق ثبوتية في دار الكفر ما لم يلزم من ذلك نطق بالكفر أو يصحبه الرضى بحكم الطاغوت وتفضيله على حكم الله عز وجل.
107.    فروض العين هي الفروض الواجبة على كل فرد من المسلمين على حدة أما فروض الكفاية فتجب على الجماعة ككل وتسقط عن باقي المسلمين بقيام من قام منهم بالواجب مثل الإمامة وجهاد الطلب وصلاة الجنازة.
108.    طلب العلم فريضة على كل مسلم ويجب أن يتعلم المسلم من لسان العرب ما يبلغ جهده في أداء فرضه والدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فريضة على كل مسلم بدءا بالمعروف الأكبر التوحيد والجماعة ونهيا عن المنكر الأكبر الشرك والفرقة وليس من هدي المرسلين دعوة الناس إلى الشعائر التعبدية والهدي الظاهر في معزل عن بيعة الإسلام والتوحيد.
109.    نشهد أن خير الأمة بعد نبيها أبو بكر الصديق ثم الخليفة من بعده عمر بن الخطاب ثم الخليفة من بعده عثمان بن عفان ثم الخليفة من بعده علي بن أبي طالب رضي الله عنهم ونشهد لمن شهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة أبو عبيدة بن الجراح وعبد الرحمن بن عوف وطلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام وسعد بن أبي وقاص وسعيد بن زيد وبلال بن رباح وحاطب بن أبي بلتعة وعكاشة بن محصن وسعد بن معاذ وثابت بن قيس بن شماس وحارثة بن سراقة وحارثة بن النعمان وعبد الله بن سلام وأم سليم بنت ملحان وخديجة أم المؤمنين وفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وولداها الحسن والحسين وجميع من شهد بدرا من الصحابة ومن بايع في الحديبية بيعة الرضوان تحت الشجرة ولا نشهد بالجنة لمسلم لم يشهد له الله ورسوله بل نرجو للمحسن ونخاف على المسيء ونتبع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحبهم ونترحم عليهم ونستغفر لهم ولا نغتابهم ونوالي من والاهم ونعادي من عاداهم.
110.    نوالي أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المسلمين الذين حرموا الصدقة وأزواجه أمهات المؤمنين رضي الله عنهن ونشهد لأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها بالإيمان إذ قال الله عز وجل: لَّوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُّبِينٌ. وقال جل ثناؤه: وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا.
111.    إِذَا مَاتَ ابنُ آدم انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثٍ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ أو عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ ونَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم أَنْ يُجَصَّصَ الْقَبْرُ وَأَنْ يُقْعَدَ عَلَيهِ وأَنْ يُبْنَى عَلَيْهِ وقال: لَعَنَ اللَّهُ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ.
112.    لا يسع أحدا الخروج عن شريعة محمد صلى الله عليه وسلم ونؤمن بكرامات أولياء الله المؤمنين المتقين الصالحين ولا نغلو فيهم ولا نقول بسقوط التكليف عنهم ونكفر بالطرق الصوفية وأصحابها وتشريعاتها ومعتقداتها كادعائهم خصائص الألوهية في الأولياء وتفضيلهم على الأنبياء وتقديمهم كلام الشيخ على قول الله ورسوله فهذا كله كفر وشرك.
113.    لم يبق من النبوة إلا المبشرات الرؤيا الحسنة من الرجل الصالح جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة مبشرات ليست شرعا متبعا لا تحل حراما ولا تحرم حلالا وتعبيرها ليس معصوما الرؤيا ثلاثة الرؤيا الصالحة بشرى من الله ورؤيا تحزين من الشيطان ورؤيا مما يحدث المرء نفسه.
114.    أعياد المسلمين الجمعة والفطر والأضحى ليس المولد النبوي عيدا ولا ليلة الإسراء والمعراج وأسري بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى المسجد الأقصى وعرج به إلى السماء يقظة ليس مناما.
115.    إِنَّ اللهَ اصْطَفَى كِنَانَةَ مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ بن إبراهيم عليهما وعلى نبينا السلام وَاصْطَفَى قُرَيْشًا مِنْ كِنَانَةَ وَاصْطَفَى مِنْ قُرَيْشٍ بَنِي هَاشِمٍ وَاصْطَفَى مِنْ بَنِي هَاشِمٍ محمدا صلى الله عليه وسلم كان خلقه القرآن وكان أحسن الناس وجهاً عظيم الفم طويل شق العين مثل الشمس والقمر وجها مستديرا وأحسنه خَلْقاً لَيْسَ بِالطَّوِيلِ وَلا بِالْقَصِيرِ أَزْهَر اللَّوْنِ لَيْسَ بِشديد البياض وَلا السمرة يبلغ شعره شحمة أذنه وتارة يضرب منكبيه كثير شعر اللحية بعيد ما بين المنكبين الْخَاتَم بَيْنَ كَتِفَيْهِ مِثْل بَيْضَةِ الْحَمَامَةِ كفه ألين من الحرير والديباج وريحه أطيب من المسك والعنبر مَنْهُوس العقِبين قليل لحمهما إذَا مَشَى تَكَفَّأَ كَأنَّ عَرَقَهُ اللُّؤْلُؤُ أُنْزِلَ عَلَيْهِ الوحي وَهُوَ ابْنُ أَرْبَعِينَ فَلَبِثَ بِمَكَّةَ ثلاث عَشْرَ سنة وَبِالْمَدِينَةِ عَشْرَ سِنِينَ وَقُبِضَ وَلَيْسَ فِي رَأْسِهِ وَلِحْيَتِهِ عِشْرُونَ شَعَرَةً بَيْضَاءَ. 
116.    حَوْض النبي صلى الله عليه وسلم مَسِيرَةُ شَهْرٍ ماؤُهُ أبْيَضُ مِنَ اللَّبَنِ ورِيحُهُ أطْيَبُ مِنَ المِسْكِ وكِيزانُهُ كَنُجُومِ السَّماءِ مَن شَرِبَ مِنْها فلا يَظْمَأُ أبَدًا ولَيُذادَن عنه رِجالٌ كما يُذادُ البَعِيرُ الضَّالُّ ينادِيهِمْ ألا هَلُمَّ فيُقالُ: إنَّهُمْ قدْ بَدَّلُوا بَعْدَكَ فيقُولُ: سُحْقًا سُحْقًا لِمَن بَدَّلَ بَعْدِي. 
117.    الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك كل مؤمن مسلم وكل مسلم مؤمن بالله واليوم الآخر والمؤمنون أخص من المسلمين فمن عمل بعض المعاصي خرج من الإيمان إلى الإسلام ومن عمل الشرك خرج من الإسلام إلى الكفر.
118.    الكفر والشرك سواء فكل كافر مشرك وكل مشرك كافر والمشرك إذا عبد الله لا يصير مسلما حتى يوحد الله ويكفر بما عبد دونه والمسلم يكفر إذا اتخذ الشركاء مع عبادته لله والشرك أعظم الذنوب لا يغفره الله ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن تاب قبل أوان الأجل تاب الله عليه.
119.    الذي لا يجوز قبل بلوغ الرسالة الجهل به من دين الله هو توحيده عز وجل وإثبات ما يجب إثباته له من صفات دلت عليها الأدلة الظاهرة للحواس كالعلم والحياة والقدرة والخلق والتدبير ونفي الربوبية والألوهية عمن سواه فمن كان من أهل التكليف لن يعدم دليلا دالا وبرهانا واضحا يدله على وحدانية ربه جل ثناؤه وقد دل الكتاب والسنة بأن الذين أشركوا بربهم آلهة ما أنزل الله بها من سلطان يستوي حالهم قبل الرسالة وبعدها في إكفار الله إياهم وإلحاقهم في الآخرة بشديد عذابه وأليم عقابه.
120.    لا عذر بالجهل أو التأويل في توحيد الرب سبحانه وإفراده بالعبادة واتصافه بالصفات المستدل عليها بالنظر خلافا للشرائع والصفات التي لا يكفر أحد بجهلها إلا بعد انتهاء الخبر القاطع مجيئه العذر إليه ويعذر في الصنفين معا المكره والمخطئ كمن قال من شدة الفرح اللهم انت عبدي وانا ربك يريد أنت ربي وأنا عبدك وعلى أساس ما تقدم لا على غيره يكون التفريق بين التكفير المطلق وتكفير المعين.
121.    الحكم على فرد أو جماعة ينبني على أصلين وهما معرفة حالهم ومعرفة الحكم الشرعي في أمثالهم والمسلمون ليسوا مكلفين بمعرفة أحوال القرون الخالية ولا يسألون عنها. تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ.
122.    لا يكفر المسلم لم يكفر قوما جهل حالهم أو مقالهم الذي كفروا به وكذلك من لم يعلم بقيام الحجة على من وجب إقامة الحجة عليه قبل إكفاره كمن يجهل حكم الله وشرائعه التي لا يكفر من جهلها إلا إذا جحدها بعد بلوغ الحجة التي يقطع مجيئها العذر إليه ومن ذلك الحكم على الكفار بالخلود في جهنم ومعرفة أسماءهم وأحكامهم.
123.    لا يكفر المسلم جهل ناقضا من نواقض الإسلام لم تقم الحجة به على جاهله مما لا يدرك علمه إلا من طريق الخبر بدليل أن الصحابة رضوان الله عليهم حسبوا قوما ماتوا على الشرك يوم بدر مسلمين فبين لهم الحكيم العليم سبحانه ولم يكفرهم بجهلهم الحكم فيهم قبل بلوغ الخبر به إليهم فعن ابن عباس رضي الله عنه: كان ناسٌ من أهلِ مكةَ قدْ أسلَمُوا وكانوا مستَخْفِينَ بالإسلامِ فلما خرج المشركون إلى بدرٍ أخرجوهم مُكْرَهينَ فأُصيبَ بعضُهم يومَ بدرٍ مع المشركينَ فقال المسلمونَ أصحابُنا هؤلاءِ مسلِمونَ أخرَجوهم مكْرَهِينَ فاستغفَرُوا لهم فنزلَتْ هذِهِ الآيةُ إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا. هذا وقد اختلف الصحابة رضوان الله عليهم قبل بلوغ الحجة إليهم في تكفير قوم آخرين أخبر الله بكفرهم قال سبحانه: فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللَّهُ أَرْكَسَهُم بِمَا كَسَبُوا أَتُرِيدُونَ أَن تَهْدُوا مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً فَلَا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ أَوْلِيَاءَ حَتَّى يُهَاجِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَإِن تَوَلَّوْا فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَلَا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا. فدل على تقييد عموم القول بتكفير من لم يكفر الكافر حسبما جاءت به أدلة الكتاب والسنة.
124.    نستدل على التكفير بدليل الكتاب والسنة ولا نكفر بمجرد الهوى ويكفر المسلم إذا لم يكفر الكافرين بعد قيام الحجة القاطعة للعذر عليه بكفرهم خبرا فيما لا يدرك علمه إلا من طريق الخبر ونظرا فيما تقوم فيه الحجة بالنظر فلا يعذر من بايع ألا يشرك بالله شيئا إن ترك إكفار منكري الصانع وعبدة العجل والأبقار والجردان والصلبان والأضرحة بلغه أن ليس شيء من معبوداتهم هو الله أو لم يبلغه.
125.    تقوم الحجج السمعية على تاركي التوحيد من أهل الكتاب بكتاب الله عز وجل وتزداد الحجة بمعرفة جماعة المسلمين وإمامهم المظهرين للدين في الواقع والدعوة فرض كفاية بحيث تسقط دعوة فرد من الأفراد بدعوة من دعاه من المسلمين أما من لم تبلغه دعوة الجماعة فواجب إنذاره على من يصل إليه ومن أبى منهم أو أعرض وجب اعتزاله وهجره.
126.    دعوة الملوك والرؤساء دعوة لأقوامهم ويتحملون أوزارهم دون أن ينقص من أوزار التابعين شيئا وتجب دعوة الأفراد وإنذار العشيرة الاقربين زمن القلة ويشرع تجديدها لمن رجي استجابته ولا يشترط في إقامة الحجة أن يفهمها كل من أقيمت عليه بل يكفي قطع عذرهم بتمكينهم منها ودعوتهم إليها فقد ثبت أن المشركين لا يسمعون ما يقال لهم ولا يعقلون ما دعوا إليه وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ. 
127.    لا يهلك العزيز الجبار قرية في الدنيا إلا بعد قيام الحجة عليهم وإعراضهم عن آيات ربهم ومعاندتهم رسله والدليل قوله تبارك اسمه: وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّىٰ نَبْعَثَ رَسُولًا وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنَ الْقُرُونِ مِن بَعْدِ نُوحٍ وَكَفَىٰ بِرَبِّكَ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا. وقال عز وجل: وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَىٰ عَلَى الْهُدَىٰ فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ. وقال لا إله غيره: وَلَوْ أَنَّا أَهْلَكْنَاهُم بِعَذَابٍ مِّن قَبْلِهِ لَقَالُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ مِن قَبْلِ أَن نَّذِلَّ وَنَخْزَىٰ. 
128.    نفرق بين أصحاب الكبائر وبين من أبى الالتزام بعمل الواجبات وترك المحرمات فالأول عاصي والثاني كافر. عن ابن الخصاصية رضي الله عنه: أتيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لأبايعه على الإسلام فاشترط علي: تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله وتصلي الخمس وتصوم رمضان وتؤدي الزكاة وتحج البيت وتجاهد في سبيل الله. قال قلت يا رسول الله أما اثنتان فلا أطيقهما أما الزكاة فمالي إلا عشر ذود هن رسل أهلي وحمولتهم وأما الجهاد فيزعمون أنه من ولى فقد باء بغضب من الله فأخاف إذا حضرني قتال كرهت الموت وخشعت نفسي. قال فقبض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يده ثم حركها ثم قال: لا صدقة ولا جهاد فبم تدخل الجنة؟ 
129.    الممتنعون عن قبول الفرائض ومنها أداء الزكاة للإمام كفار، بوب البخاري رحمه الله: باب قتل من أبى قبول الفرائض وما نسبوا إلى الردة. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال لما توفي النبي صلى الله عليه وسلم واستخلف أبو بكر وكفر من كفر من العرب قال عمر يا أبا بكر كيف تقاتل الناس وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فمن قال لا إله إلا الله فقد عصم مني ماله ونفسه إلا بحقه وحسابه على الله قال أبو بكر والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة فإن الزكاة حق المال والله لو منعوني عناقا كانوا يؤدونها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم على منعها قال عمر فوالله ما هو إلا أن رأيت أن قد شرح الله صدر أبي بكر للقتال فعرفت أنه الحق.
130.    يخرج من النار من عذب فيها من أصحاب الكبائر التي ليست شركا ويدخلون الجنة. في صحيح مسلم: باب إثبات الشفاعة وإخراج الموحدين من النار. عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يدخل الله أهل الجنة الجنة يدخل من يشاء برحمته ويدخل أهل النار النار ثم يقول انظروا من وجدتم في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان فأخرجوه فيخرجون منها حمما قد امتحشوا فيلقون في نهر الحياة أو الحيا فينبتون فيه كما تنبت الحبة إلى جانب السيل ألم تروها كيف تخرج صفراء ملتوية. وقال صلى الله عليه وسلم: شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي.
131.    أفضل ما تقرب به العبد إلى ربه الفرائض ومنها إتمام الوضوء والصلوات المكتوبة في أوقاتها ولا يزال العبد يتقرب إلى الله بالنوافل حتى يحبه بالسنن الرواتب والضحى وقيام الليل والوتر وذكر الله عقب الصلوات المكتوبة وفي الصباح والمساء وعند النوم وحين الاستيقاظ وعند الخروج والدخول إلى البيت وعند الركوب وفي جميع الأحوال ولا تقبل النافلة حتى تؤدى الفريضة.
132.    يمسح على الخفين في الحضر يوما وليلة وفي السفر ثلاث أيام بلياليهن ولا تقاس عليهما كل الجوارب.
133.    من سبيل المؤمنين تعلم الإيمان قبل تعلم القرآن والتدرج في العلم والعمل والسؤال عما يترتب عليه عمل ومن عمل بما علم علمه الله ما لم يعلم ولن ينفك المسلمون أن يكون فيهم من إذا سئل وفق وإذا قال سدد ما لم يعجلوا بالبلاء ويستغلطوا أئمتهم العلماء ورثة الأنبياء فضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب وما أوتيتم من العلم إلا قليلا ولا علم لنا إلا ما علمنا الله وفوق كل ذي علم عليم وقل رب زدني علما.
134.    لا نقول على الله بغير علم ونتبع المحكم ونرد المتشابه إليه إن كان مما يعلمه الناس ونكل علم ما لا يعلمه إلا الله إلى عالمه وقد ابتلى الله العباد في المتشابه كما ابتلاهم في الحلال والحرام ألا يصرفوه إلى الباطل ولا يحرفوه عن الحق وليقل من لا يعلم الله أعلم. 

جماعة المسلمين وإمامهم

البريد الإلكتروني: Imamabounacer@gmail.com

الهاتف : 00212661707896

  • بيعة الإسلام لله
  • جماعة المسلمين وإمامهم
  • Telegram
  • الصفحة الرسمية على فيسبوك
  • وتساب
bottom of page